لا يهمّنا سواء أكانت كلمة ”الديمقراطيّة“ حديثة العهد أو قديمته، أو إذا كانت كلمة مأخوذة عن لغة ساميّة أو غيرها؛ ما يهمنا هو ما تعنيه هذه الكلمة، أو بمعنى أدّق، ما أراده واضعوها منها. ومهما يكن من أمر، فإنّ مُعظم الأدباء والسياسيين وغيرهم ممّن تمّسهم هذه الكلمة من قريب أو بعيد، يتفقون على أنّه ليس في مفهوم ”الديمقراطيّة“ ما يُعاب، إذا ما تعاملنا معه كما يجب. أمّا المقصود من عبارة (كما يجب) فهو التعامل مع ” الديمقراطية“ بإخلاص، لأنّ مفهومها هو سلاح ذو حدّيْن - كما يُقال، إذ بإمكان أيّ حاكم طاغية أو ديكتاتور مثلا، توظيفه ذلك المفهوم (إن صحّ التعبير)، أو إدخال بعض التعديلات المناسبة - بنظره - عليه ليتناسب وأهواءه ورغباته، مع بقاء العنوان الرئيسيّ لورقة عمله، وهو ”الديمقراطية“، وبذلك ينجو من لوم اللائمين، بل ولن تكون - بزعمه طبعاً - هناك أيّة حجّة بيد مُعارضيه يُمكنهم من خلالها الاعتراض على تصرّفاته أو مُقاضاته بها. وهذا بالفعل ما حصل في السابق، وما زال يحصل حتى في عصرنا الحاضر،
عصر التطوّر والتكنولوجيا والإبداعات وغير ذلك من العناوين الطويلة والعريضة. ولأنّ مفهوم الديمقراطية أصبح شائعاً هذه الأيام، وقلـّما نجد من يجهلها بحقّ، فمن الأهميّة بمكان ملاحظة بعض الأسس التي تساعد على ولادة الديمقراطية ونموّها وتطوّرها وبلوغها سنّ الرّشد، ثم تسليم الأمور - العائدة لها أصلاً - بيدها، لتتصرّف بحريّة، بعيداً عن أيّة قيود أو حدود، ولكن ضمن إطار المنطق والعُرف. فالديمقراطية بدون الحريّة تصبح لفظاً لا معنى له، بل إنّ مَن يؤمن بذلك فإنّما يريد به السخرية والاستهزاء بالآخرين، وتضليلهم، والازدراء بعقولهم وآراءهم، وإذا اضطررنا إلى التخفيف من تلك الألفاظ والمُراعاة قليلاً، فسنكتفي بالخداع والسذاجة. والتطوّر الحضاريّ ومن ثمّ العقليّ للبشر هما من بين الأسس التي تتوق إليها الديمقراطية لتكون بيئة مناسبة لها. فالحضارة معناها بيئة صحيّة تعمل وتساعد على ولادة الديمقراطية، فهي (أي الحضارة) بمثابة رَحم تنمو داخله الديمقراطية وهي ما زالت جنيناً. إلا أنّ هذا الجنين لن يلبث أن يموت ما لم تؤمن الأمّ التي تحمله داخل رحمها بأنّ عليها تسليم زمام الأمور لولدها عند بلوغه، وأنّ ذلك التسليم إنّما هو حقّ مسلـّم لذلك المولود. إضافة إلى ذلك، على الأمّ أن تؤمن بقوّة أنّ بقاءها مرهون ببقاء ولدها، بمعنى أنّ الحضارة لا تعني بناء القصور وتشييد الصروح وتجييش الجيوش، وإزالة هذا والإبقاء على ذاك.
عصر التطوّر والتكنولوجيا والإبداعات وغير ذلك من العناوين الطويلة والعريضة. ولأنّ مفهوم الديمقراطية أصبح شائعاً هذه الأيام، وقلـّما نجد من يجهلها بحقّ، فمن الأهميّة بمكان ملاحظة بعض الأسس التي تساعد على ولادة الديمقراطية ونموّها وتطوّرها وبلوغها سنّ الرّشد، ثم تسليم الأمور - العائدة لها أصلاً - بيدها، لتتصرّف بحريّة، بعيداً عن أيّة قيود أو حدود، ولكن ضمن إطار المنطق والعُرف. فالديمقراطية بدون الحريّة تصبح لفظاً لا معنى له، بل إنّ مَن يؤمن بذلك فإنّما يريد به السخرية والاستهزاء بالآخرين، وتضليلهم، والازدراء بعقولهم وآراءهم، وإذا اضطررنا إلى التخفيف من تلك الألفاظ والمُراعاة قليلاً، فسنكتفي بالخداع والسذاجة. والتطوّر الحضاريّ ومن ثمّ العقليّ للبشر هما من بين الأسس التي تتوق إليها الديمقراطية لتكون بيئة مناسبة لها. فالحضارة معناها بيئة صحيّة تعمل وتساعد على ولادة الديمقراطية، فهي (أي الحضارة) بمثابة رَحم تنمو داخله الديمقراطية وهي ما زالت جنيناً. إلا أنّ هذا الجنين لن يلبث أن يموت ما لم تؤمن الأمّ التي تحمله داخل رحمها بأنّ عليها تسليم زمام الأمور لولدها عند بلوغه، وأنّ ذلك التسليم إنّما هو حقّ مسلـّم لذلك المولود. إضافة إلى ذلك، على الأمّ أن تؤمن بقوّة أنّ بقاءها مرهون ببقاء ولدها، بمعنى أنّ الحضارة لا تعني بناء القصور وتشييد الصروح وتجييش الجيوش، وإزالة هذا والإبقاء على ذاك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق