قال تعالى:-
((واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين)) سورة الأعراف الآية 74
تعتبر الشركات النفطية والصناعية والخدمية استثمارات تسهم في عملية التنمية في كافة البلدان ، و الذي يؤدي إلى الارتقاء بالإنسان، وعلى العكس من ذلك تماماًً قد تصبح تلك الشركات إحدى الوسائل التي تساهم في استنفاذ موارد البيئة وإيقاع الضرر بها، بل وإحداث التلوث فيها، فمثل هذه الشركات يمكننا وصفها بأنها شركات تفيـد الاقتصاد أكثـر من البيئـة أو الإنســان، فهي تستفيد من موارد البيئة وتسخرها لخدمة الاقتصاد دون مراعاة الأضرار البيئية التي تؤدي إلي بروز مشكلات إنسانية كثيرة ونتيجة لما تحدثه الشركات النفطية والصناعية من تلوث البيئة، فإن تكاليف حماية البيئة يجب أن يتضاعف، ويزداد مع ازدياد تلك الصناعات،وفي اليمن على سبيل المثال فتكاد تختفي إنفاقات الإصلاحات البيئية التي تنتج عن استخراج وتكرير المشتقات النفطية. إلى جانب المخلفات الناتجة عن العمليات الإنتاجية المختلفة والتي إن لم يتم التخلص منها بطريقة سليمة وصحية فإنها ستؤدي إلى تلوث البيئة التي يعيش فيها المجتمع بجميع مكوناته.
ومنذ 20 سنه وأكثر من 50 شركة نفطية تعمل في محافظة مأرب وشبوة لم نرى أي وسيلة أو إجراء ايجابي من قبل الشركات هذه أو وزارة النفط تجاه الحفاظ على البيئة بل على العكس عملت وما تزال هذه الشركات النفطية على تلويث جميع مكونات البيئة من خلال الآتي :
- تلوث الهواء، بالأدخنة التي تتصاعد منها.
- تلوث الماء، بالمخلفات السائلة الناتجة عنها.
- تلوث السمع، بأصوات الآلات، وتلوث التربة بالمواد الكيميائية أثناء الحفر والتنقيب على النفط.
ومن خلال صحيفة أجيال مأرب أود أن أوصل رسالة إلى الشركات النفطية العاملة في مأرب وشبوة بان تعمل على تفعيل دورها ومسئوليتها في المحافظة على البيئة وذلك من خلال الأتي :
- استخدام التقنيات الحديثة في العمليات الصناعية.
- تحديد نوعية المواد الأولية والوقود المستخدم .
- توفير الوسائل المستخدمة في الحد من التلوث في مكان العمل ومدى كفاءتها.
- عمل إدارة بيئية ضمن الهيكل الإداري للشركة.
- توفير طرق سليمة للتخلص من المخلفات
- تطبيق ما جاء في لوائح وقوانين وزارة النفط الخاصة بحماية البيئة النفطية.
- العمل على سن قوانين وتشريعات تعمل على حماية البيئة النفطية .
وغيرها من الإجراءات الايجابية والغير مكلفة والتي يجب أن تلتزم بها الشركات النفطية والصناعية ، فلا يمكن تحقيق تنمية شاملة ومستديمة إلا بوجود بيئة نظيفة وملائمة للعيش .
أخيرا المحافظة على البيئة مسؤولية أخلاقية، ودينية، ووطنية يجب أن يشارك فيها جميع مكونات المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق