منذ الصغر كان عامر طفلاً ذكياً ، ترعرع في ظل أسرةً متواضعةً في إحدى قرى محافظة إب .
لقد كان منذ صغره يحب المطالعة وتجميع قصاصات الأوراق مما دفع والديه لتسجيله في إحدى المدارس الابتدائية المجاورة للقرية ومنذ تلك الفترة وحتى تخرجه كان يحقق درجات ونتائج جيدة كل سنه ، مع أنه كان يدرس ويساعد والده بنفس الوقت ، لقد كان يعمل في المزرعة نهاراً ويذاكر دروسه على ضوء الشمعةَ ليلا ً.
وخلال فترة دراسته كان لديه أمل بتحقيق نتيجة مشرفة بالثانوية العامة والحصول على منحة دراسية إلى الخارج ، وما أن تم إعلان نتائج الثانوية العامة حتى وجد اسمه ضمن قائمة أوائل محافظة إب وقتها شعر عامر شعورا كبيرا بالفرح والبهجة ونسي تعب الدراسة ونكد العيش الذي لاقاه أثناء فترة دراسته وعمله مع والده.
حينها شعر عامر أنه بدء يعتمد على نفسه من خلال استكماله لإجراءات الإبتعاث حتى موعد السفر وانتقاله إلى بلد الدراسة خارج الوطن ،وتأمين احتياجاته الخاصة أثناء فترة دراسته.
ولأول مره صار له حساب باسمه في البنك وبطاقة صراف آلي ، فمن خلال ما سبق بدء يتعرف على نفسه أكثر فأكثر ويكتشف مواهبه وقدراته .
وأثناء فترة دراسته توفي والده الذي يعتبره عامر كل شيء في حياته ، مع كل ذلك حزن حزناً شديداً لوفاته لأنه أراد أن يُفرح والديه بنجاحه وإكمال دراسته الجامعية ولكن القدر حال دون ذلك.
لقد كانت مرحلة انتقالية مهمة ومؤثرة في حياته ، واستطاع خطوة بخطوة أن يتأقلم مع الوضع الجديد . وواصل دراسته الجامعية بروح معنوية عالية محققا نتائج مشرفة في دراسته .
لقد أدرك منذ البداية أنه ليس في إجازة أو رحلة سياحية وان عليه أن يجد ويجتهد ليحقق الهدف الذي جاء من اجله ، فاكتسب مهارة إدارة الوقت ووضع جدول أسبوعي يساعده على أداء واجباته الجامعية والدينية والاجتماعية والرياضية وغيرها.
وبكل هذا أدرك الشاب معاناة والديه في العمل والبحث عن لقمة العيش وتوفير السكن له ومصاريف الدراسة له منذ أن كان طفلا حتى بلوغه سن الرشد .
وبدء يحس أن دورهُ قد حان في خدمة والديه وإخوانه وجميع أسرته ، وأن الوطن بحاجة ماسة إليه ولدوره الكبير كشاب متعلم في الدفع بعجلة التنمية فيه والإسهام في التقدم والنماء ، وتوطيد عرى الصداقة وزيادة فرص التعاون مع الدول والمجتمعات الأخرى.
اليوم ينتظر عامر أول إجازة ليطير إلى وطنه ليقبل رأس أمه، ويقبل جبين الوطن وترابه الغالي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق