من خلال متابعتي لنشاط حملة لا للتمييز الطبقي في اليمن على صفحتهم في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ، ومن منطلق إيماني بالفكرة والقضية التي يناهضونها وهي التمييز الطبقي حسب الأصل أو اللون أو المهنة ، أحببت أن أشارككم هذه الأسطر دعماً مني للحملة بمقالة بعنوان " بنت الشيخ " :
أنها مفخرة..تربيت على أنها مفخرة يجب أن أُباهي بها أينما ذهبت و حللت..
فأن أكون ابنةٍ لشيخ قبلي معروف يُعد في اليمن ورقة تفوق حتى على ورقة الأخلاق بل و الدين أيضاً..تربيت على أن المُختلف دائماً عني هو أقل مني و هذه ورقة رابحة في التعامل معه يجب أن لا أتنازل عنها أبداً..
فقد وهب لي الرب ذلك التفوق فهل نتخلى عن هبات الرب لنا!!.
أنا لا أُصادق أو حتى أتحدث مع من ينتمي لطبقة أقل من طبقتي الاجتماعية..
وإن وجدته في أي مجلس حديث لا أُصغي لما يقول و لا حتى أوجه إليه أي نوعاً من أنواع الحديث..
لأني على ثقة مطلقة بأن كل ما سينطق به لن يكون-مهما كان-مُهماً أو يحمل فكراً يستفزني..
فمن ينتمون لأي فئة أقل مني هم بالتأكيد أقل مني حتى في الجانب العقلي.
أنا لا أصادق أو حتى أتحدث باحترام مع من يختلف عني في اللون لأنه كما علمني والديَّ أن الأسود قذر و سيء و لو اقتربت منه سأتلوث به و لكنه أبداً لن يتطهر بي..
فلماذا أمارس هذا العبث بمصادقته أو بمحاولة الاقتراب من روحه إن كان يملك واحدة!!..لقد خُلقت الجنة لنا نحن بيض اللون و لم تُخلق لسُمر البشرة.
وإن كان الله قد خلقهم فهو لم يخلقهم لكي يكونوا مثلنا بل ليكونوا أقل منا فنشكر الله على نعمته علينا بأن منحنا لوننا "الإلهي"..
وكان كل من يحاول أن يخبرني أن الرسول الكريم اختار بلال الحبشي ليؤذن فوق الكعبة وقت فتح مكة و لم يختر أياً من أشرافها لتلك المهمة..أجيبه بثقة : " آسفة فلقد اختلف العالم و العالم لنا نحن و ليس لمن هم دوننا".
أنا لا أصادق من أعلم أن والدها ينحدر من مهنة معينة..فهم بالتأكيد يحقدون علينا..و كأننا لكي نداوي حقدهم الدفين يجب أن لا نستخدمهم..لقد خلقهم الله لكي يقوموا على خدمتنا و لكي نأمرهم فيطيعون..لقد خلقهم الله لكي يُصلحون أحذيتنا و يرعون مواشينا و ينظفون منازلنا و يذبحون أنعامنا.
أنا لدي دين بجانب الدين ولعل الناس لو خيروني بين الإسلام و الطبقية لاخترت الطبقية بلا تردد فلن يختار الإسلام إلا العبيد و سقط المتاع الذين يأملون أن يمنحهم الدين تفوقاً يفوق تفوقي عليهم..لهذا لعل أسماء الطبقات في اليمن و أسماء الفئات الذين هم دوني اجتماعيا لُقنت لي من قبل محيطي قبل أركان الإسلام.
هل شعرت بالغثيان من عباراتي؟؟..
هل تجدني إنسانية عنصرية فارغة العقل و القلب و بلا روح؟؟..
هذا هو المطلوب..
يجب أن تشعر بالغثيان..
يجب أن تكره هذا الدين الذي يجعلك تؤمن بأنك أفضل مني لأن الله قرر أن يخلقني من تلك الأسرة التي هي أقل من أسرتك اجتماعيا..
يجب أن تكره هذا الدين الذي يجعلك تعتقد و لو للحظة بأن الله قد ظلمني عندما منحني ذلك اللون الأسود..
يجب أن تكره هذا الدين الذي يجعلك تؤمن بأني خُلقت لعبادتك و خدمتك و ليس لعبادة خالقي و خالقك..
يجب أن تكره الطبقية لأنك إن لم تفعل فأنت ببساطة تخبرنا أنها بالنسبة إليك أقوى منك بل لقد أصبحت ديناً يُعتنق..
وأن كنت تؤمن بها كدين تعتبر الكفر به أمراً يفقدك إنسانيتك و علة وجودك فسأخبرك أنك حينها أصبحت تعتنق ديناً سيثير الغثيان منه و منك.
** ملاحظة / الصورة في هذه المشاركة تعبيرية فقط ..
بقلم / زين اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق