بات الفساد يمثل تحديا كبيرا للحكومات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم ، سواء المتقدمة منها أو المتخلفة ، كونه يعيق الحكم الصالح والعملية السياسية ويضعف حكم القانون ويهدر الكثير من الموارد ويعيق التنمية المستدامة .
لذلك تمثل عملية مكافحة الفساد عاملا أساسيا لإحداث التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في البلاد ، وعليه فإن هذه العملية بحد ذاتها تتطلب مسؤولية مجتمعية وتضافر الجهود من قبل الشركاء المعنيين بمكافحة الفساد ابتداء من الدولة ومرورا بمنظمات المجتمع المدني وانتهاء بجميع فئات المجتمع .
ومن خلال نظرتي لما نعانيه اليوم في اليمن من تفشي ظاهرة الفساد ، اعتبره آفة قد تفشت في المجتمع ويجب علينا محاربتها ، وبما أن الفساد يلقي بآثاره على جميع فئات المجتمع لكني أرى أن الشباب هم الفئة الأكثر تضررا من هذه الآفة ، وذلك لتأثيرها على مستقبلهم وتعطيل مسيرة حياتهم العلمية والعملية ، حيث أنهم يواجهونه يوميا في مدارسهم وجامعاتهم وأماكن عملهم ومحيطهم الاجتماعي ، فهو لا يؤثر في حياتهم المعيشية فحسب ، بل يعرض مستقبلهم للخطر والدمار .
وبما أن الشباب يعتبر نبض المجتمع وعصب الحياة ،وهم الركيزة الأساسية للتنمية والبناء وكونهم يمثلون السواد الأعظم من مجتمعنا، والأكثر تأثيراً في الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأكثر قوة وقدرة على مكافحة الفساد بالتوعية بأضراره ، لذا يفترض علينا كشباب أن نكون أكثر إخلاصا للوطن وأكثر استعدادا للتضحية من أجله والانتصار للمستقبل.
وعلى هذا يحب أن تكون هناك برامج توعوية وتعريفية تشاركيه حول الفساد وأضراره ومركزة على فئة الشباب بحيث يتعرفوا على الفساد وأشكاله والأضرار والآثار الناجمة منه على الفرد والمجتمع والتنمية ، بحيث يقوموا بدورهم في مكافحته بالطريقة التي يرونها مناسبة من خلال الوسائل والوسائط المتاحة أمامهم .
فهذه مهمة ملقاة على عاتقنا كشباب بالتوعية بأضرار الفساد ومخاطره ، فالوطن يعول علينا الكثير ، لذا يحب أن ندرك مخاطره جيدا ونتخذ مبادرات فردية أو جماعية في التصدي لمغريات الفساد ومكافحة مظاهره والحد منه وإحداث ثورة أخلاقية ووضع قواعد سلوكية نسير على نهجها لخلق وعي مجتمعي بمخاطر الفساد في أوساط الرأي العام .
فمن خلال مقالتي هذه أحب اذكر الجميع أننا يمكن أن نبدأ من خلال القلم والكتابة في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والمدونات ، إلى جانب الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك والتي تعتبر بيئة جيدة وناجحة للتوعية وإقامة الأنشطة التوعوية في أي مجال أو ظاهرة يعاني منها المجتمع اليمني ، ويجب أن نعلم أن الوسيلة بسيطة والقضية كبيرة والتأثير سيكون جيد ، لذا لنبدأ كلا بالطريقة التي يراها مناسبة لنجعل العام 2011 عام التغيير في وطن الإيمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق