إن القنوات والفضائيات العربية أصبح لها أدوار جديدة بعيدة عن الدور التربوي والتثقيفي والترفيهي حيث بات لها تأثيرات غير هادفة فالمتتبع لعدد من البرامج والمسلسلات يجدها برامج سخيفة وفارغة تحمل من العنف وثقافة الحروب والعولمة الكثير تريد أن تسمم أطفالنا وعقول أجيالنا وذلك بترسيخ ثقافة العنف وحضارة القوة لا قوة الحضارة، وإذا ما تابعنا هذه البرامج نجدها بعيدة عن أي معنى من معاني الإنسانية ، فأين برامج الأطفال أيام زمان ،البرامج التي علمتنا التضحية والصداقة بين الإنسان والحيوان، وحب الأبناء لآبائهم والعكس والصداقة الحقيقية ومع ذلك ترى الآباء والأطفال مأخوذين بهذه الموجة من برامج الأطفال دون الانتباه إلى خطرها، وبالرغم من أن التلفزيون ببرامجه المختلفة أصبح وسيلة الاتصال الأقوى والأكثر إثارة وتشويق في حياة الطفل ، ونجد الطفل هو الضحية والمستهدف لبرامج الأطفال الحالية والتي أغلبها مستورده تمثل ثقافة مجتمعات أخرى مغايرة لمجتمعاتنا وهذا يساهم في تعزيز مفاهيم وسلوكيات وعادات وقيم غريبة في نفوس أطفالنا، وتجعل الطفل مشحون وجاهز للانفعال من أقل سلوك يأتي من الأسرة ، وليس ذلك فحسب بل ترى الطفل يأخذ طابع الانفعالية والهيمنة الفكرية والعقلية.
وعليه فانه لابد من وجود قوانين جادة وحازمة من الأسرة أولا في اختيار البرامج المناسبة للطفل وكذلك واجب على الحكومة إلزام الإعلام والمختصين للرقابة على برامج الأطفال بحيث تضمن للطفل الاحترام والكرامة والأمان والحياة الأسرية السليمة وتطور مكانته العقلية والنفسية حتى يكون شخصية مفكرة ومبدعة وفاعلة لا منفعلة.
وأخيرا أطفالنا أمانة في أعناقنا وإذا أردنا بناء شخصية قوية وسليمة تخدم المجتمع فعلينا الاهتمام بالطفل ورعايته حتى يجسد هذه الشخصية مستقبلا، فالأطفال مواد خام ومجال خصب ننشئ ونبني ونزرع في عالم الأطفال الثري والمدهش ما نريد....!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق