الأربعاء، ديسمبر 04، 2013

الاغتيالات في اليمن وأبعادها السياسية


منذ أن قرئت خبر إغتيال الدكتور / عبدالكريم جدبان عضو مجلس النوان وعضو مؤتمر الحوار عن انصار الله – جماعة الحوثي ، قمت بالإطلاع على ردود الفعل على الحادثة في الفيس بوك والتي كانت كثيرة وخرجت بعدد من النماذج كان من اهمها الأتي :

- صحفي ( إصلاحي وموالي للإخوان المسلمين ) : " وراء اغتيال جدبان الحوثي نفسه وعفاش " .

- صحفية ( موالية لانصار الله – جماعة الحوثي ) : " ما حدث للصحفي العماد قبل أيام وامس من اغتيال للنائب جدبان إستهداف مباشر لانصار الله وليست صدفة " .

- محامي ( موالي لحزب المؤتمر وللزعيم عفاش ) : " ماحدث لجدبان ومايحدث منذ بداية الأزمة أي الثورة سببها كلها الاصلاحيين والدليل أننا منذ بداية الثورة لم نسمع باغتيال او مقتل قيادي في حزب الاصلاح وجماعة الاخوان المسلمين " .

- شاب مستقل ( عضو مؤتمر الحوار ) : " إن حادثة إغتيال جدبان هي وسيلة لعرقلة مؤتمر الحوار في أيامه الاخيرة " .

من الثلاثة التحاليل السابقة والكثير منها مما قرات وأطلعت في الفيس بوك منذ البارحة إنما هي مفعول بسيط وخطير يساهم في تحقيق الهدف من هذه العمليات الإجرامية التي تقوم بها جماعات لا تريد لليمن واليمنيين أي خير أبداً أياً كان توجهها السياسي أو الطائفي .

فمن وجهة نظري أرى أن أغتيال جدبان أو غيره تضل جريمة شنيعة لا يرضاها أي إنسان ولا ترضاها شريعتنا ودستورنا ، فبغض النظر عن توجه  وولاء الشهيد جدبان أو غيرة . كنت أتمنى ان أرى منشور يندد بهذه الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها نفس بشرية يمنية مسلمة ، هدم الكعبة حجراً حجر خيراً عند الله من قتلها :( يخلو هذا المنشور من ربط القضية بابعاد سياسية وطائفية .

فبربطنا للقضية بأبعاد سياسية وطائفية والتسرع في الحكم والاتهام لجهة أو شخص ما ، إنما هو دليل على خوفنا من معرفة الحقيقة التي قد يكون ورائها شخص أنا أؤيده أو حزب أو جماعة أُناصرها ، وهذا هو الواقع يومنا هذا ، فكل واحد منا يعتبر نفسه وطائفته على الطريق الصحيح والاخرين ومن خالفهم على الطريق الخطأ .

ربطنا للقضية بأبعاد سياسية سبب رئيسي وفعّال في نشر وتوسع الطائفية والعنصرية والاحقاد في أوساط الشعب اليمني .

ربطنا للقضية بأبعاد سياسية يجعلنا نناصر ونقف مع قضية ما ، في حين نترك قضايا أخرى تحدث يومياً من حولنا والسبب أنها ليس لها علاقة بالسياسة أو لن نستفيد منها للترويج لحزبنا أو طائفتنا .

ربطنا للقضية بأبعاد سياسة دليل واضح بأن الاحزاب وقادتها هي من دمرت اليمن وتسببت في تفرقته ونشرت الطائفية والعنصرية ولم تعطنا بالمقابل شيء سواء القتل والخوف والدمار .

ربطنا للقضية هذه او أي قضايا اخرى بإبعاد سياسية سيجعلنا شعب مغشي علينا بكذب وهواء الاحزاب وأطماع قادتها ، ولن نستطيع أبداً أن نفكر او ان نحل أي قضية ما ونكشف حقائقها مادمنا مرتديين نظارات الاحزاب الملطخة بالوعود والأكاذيب منذ أن عرفناها .

لعنها الله من ديمقراطية ومن سياسة قذره تفرق بيني وبين أهلي وبين جيراني وأصدقائي .. وعاشت اليمن .


بقلم / صدام علي الادور
مدون وناشط شبابي

http://sadam-aladwar.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق