الاثنين، أكتوبر 01، 2012

رحلتي الى الطبيعة والساحل




كالعادة ما أن ودعنا رمضان واستقبلنا فرحة عيد الفطر المبارك حتى قرر عدد من أصدقائي الاعزاء وهم : الحسين صولان ، أنس العمري ، واسماعيل الادور بضرورة القيام برحلة ترفيهية بمناسبة العيد ، عندها قمنا بعملية عصف ذهني سريع وكلاً قام بطرح اقتراحاته وفي الاخير اتفقنا ان تكون وجهة رحلتنا هي الى محافظة أب الخضراء وبالتحديد الى مديرية الشعر لمدة يومين بعدها الى محافظة الحديدة لمدة يومين اخرين .

في الصباح الباكر لثاني أيام العيد توجهنا نحو محافظة أب ، لنتناول وجبة الفطور في أحد المطاعم بمحافظة ذمار ، بعدها واصلنا رحلتنا بين الجبال والوديان التي تكسوها الخضرة على طول الطريق من ذمار الى ان وصلنا بالسلامة الى مديرية الشعر في تمام الساعة الواحدة ظهراً ، بتنا فيها تلك الليلة ، لنقوم في صباح اليوم التالي بعمل جولة على المديرية والتقاط عدد من الصور لنا وللمناظر الساحرة التي سحرت قلوبنا قبل عيوننا ، وجعلت 4 شباب يقعون في حب وغرام إمراة واحدة فاتنة الجمال وغنية عن الوصف والتعبير وتدعى " طبيعة أب وأهلها " .

مر الوقت كلمح البصر لم نعلم ذلك إلا عندما دقت الساعة الواحدة ظهراً وحان وقت الغداء ، تناولنا طعام الغداء بعدها بدئت السماء تتلبد بالغيوم والشمس تختبئ خلفها معلنةً قدوم الضيف المتعارف عليه في محافظة إب والذي يأتي كل صيف لزيارتهم ألا وهو " المطر " ، وقتها كان لابد لنا ان نعلن الرحيل ونودع المكان مبكراً حتى يتسنى لنا قطع سائلة للمياه في تلك المنطقة قبل ان تأتي الأمطار وتمتلئ تلك السائلة بالمياه فينقطع الخط لأيام .

في تمام الساعة الرابعة عصراً وبعد طرح عدد من المبادرات وإدخال عدد من الوسطاء بيننا وبين من كنا في ضيافتهم ، سمحوا لنا بالرحيل بعد ان وعدناهم بزيارتهم مرة اخرى والجلوس في ضيافتهم مدة اطول من هذه ، غادرنا المكان ونحن نشعر اننا مغصوبين على المغادرة في حين ان هناك شعور داخلي لا يريدنا أ نرحل والذي أصفه أنا شخصياً بالحب والغرام لطبيعة المكان ، والراحة النفسية التي سادتنا في رحلتنا ولا ننسى طيبة وكرم من كنا في ضيافتهم والذي لاحظناه اثناء اقامتنا وفي وجوههم وكلاماتهم عند مغادرتنا .

بعد مغادرتنا بنصف ساعة لاحظنا وجود خلل ما وصدور صوت من أحد الاطارات الامامية للسيارة ، فتوقفنا عند اقرب ورشة في الطريق وعند فحص السيارة ومعرفة الخلل ، مع الأسف لم تكن قطعة الغيار المطلوب تغييرها متواجدة في جميع الورش التي كانت على طول الطريق من مديرية الشعر الى مدينة إب وذلك لان السيارة التي كانت تقلنا من النوع الصغير والغير متوفر في تلك المنطقة بحكم انها منطقة جبلية ووعرة وجميع السيارات هناك عبارة عن سيارات كبيرة وبخاصية الدفع الرباعي وقوة التحمل .

بعد محاولة فاشلة بإصلاح الخلل ، توكلنا على الله بمواصلة المسافة المتبقية الى المدينة والتي كانت حوالي 20 كيلو متر ، لنصل بحمد الله ولطفه الى المدينة وخلال ساعة قمنا بشراء وتركيب القطعة اللازم تغييرها والتي تتحكم بفرامل السيارة ، ثم قمنا بتزويد السيارة بالوقود لننطلق من مدينة إب بعد صلاة المغرب قاصدين وجهتنا الثانية الى محافظة الحديدة مروراً بمحافظة تعز عبر الخط الساحلي الذي يربط بين محافظتي تعز والحديدة والذي استغرق منا 4 ساعات متواصلة لقطعه والوصول بسلامة الله الى مدينة الحديدة في تمام الساعة 12 بعد منتصف الليل .

فور وصولنا هناك تناولنا وجبة العشاء في احد المطاعم ثم توجهنا الى أحد الفنادق هناك للإقامة فيه ، توجهنا بعدها للنوم فوراً نظراً للتعب والإرهاق الذي كان يحتوينا ، وفي الصباح استيقظنا وتناولنا وجبة الافطار بعدها توجهنا نحو شاطئ وساحل الكتيب بالحديدة ، لمدة ساعتين هناك قمنا بالسباحة واللعب في البحر الذي كانت مياهه وتربة شاطئه سوداء نظراً لمخلفات النفط التي ترميها السفن والبواخر في مياهها بدون رقابة ولا اهتمام من الجهات المختصة والمشرفة على ذلك ، والتي بتقصيرها وفسادها هذا لن تقتل الحياة البحرية في البحر فقط بل ستقتل الانسان الزائر للبحر بمنحه عدد من الامراض القاتلة .

كالعادة وقت الاستمتاع يمر أسرع من الاوقات العادية ليحين وقت الغداء بمغادرتنا الشاطئ وذهابنا الى أحد المطاعم الشعبية للمأكولات البحرية الطازجة وتناولنا وجبة الغداء التي احتوت على السمك المشوي والجمبري والأرز  . وبعد تناولنا للغداء قمنا بجولة سريعة بالسيارة في شوارع الحديدة ليكون مصيرنا بعدها هو الرجوع الى شاطئ الكتيب الذي كان مكتظ بالزائرين للمحافظة من المحافظات والمناطق الاخرى امثالنا وكذلك من ابنائها ، وجميعنا كان في قمة الاستمتاع بالسباحة واللعب والمرح من ذلك الوقت حتى وقت الغروب ليغادر البعض ويضل البعض هناك حتى وقت متأخر من الليل .

غادرنا البحر الذي كانت امواجه هائجة في وقت متأخر من الليل محاولين النوم ، لكن المحاولة فشلت مما جعلنا نستقبل إشراقة الشمس ونستنشق هواء البحر هناك منذ الصباح الباكر وحتى الساعة العاشرة صباحاً لنودعه حينها متوجهين لتناول وجبة الفطور ، بعدها قمنا بتزويد السيارة بالوقود معلنين مغادرتنا مدينة الحديدة التي كانت حرارة الترحاب والضيافة وحسن التعامل من اهلها أشد حرارةً من جوها ، فرغم قصر مدة زيارتنا لها إلا اننا وجدناها مدينة رائعة بطيبة أهلها وموقعها والمميزات السياحية التي فيها ، ووعدنا أنفسنا بزيارة اخرى في المستقبل القريب .

بمغادرتنا للحديدة كانت وجهتنا هي المحطة التي جئنا منها وهي العاصمة صنعاء ونظراً للمشاكل الامنية والتقطعات القبلية التي في طريق الحديدة صنعاء عبر الحيمة ومناخة ، اخترنا طريقاً أخرى أمنه وأطول قليلاً من المعتادة وهي طريق حرض – حجه – المحويت – صنعاء .

ودعنا الحديدة في تمام الساعة 11:30 ظهراً لنقطع في طريق حرض المؤدية الى السعودية أكثر من 120 كيلو متر لنصل بعدها الى مديرية القناوص بمحافظة حجة والتي اتجهنا من خلالها عبر طريق اخرى الى محافظة المحويت والتي كانت طريقها جبلية ، قطعناها خلال ساعتين من الصعود والنزول في عدد من سلاسلها الجبلية التي تعتبر من طبيعة وتضاريس محافظة المحويت والتي رأيناها تعانق السحاب والضباب ، خلال الطريق قمنا بالتوقف في عدد من المناطق لالتقاط الصور الفوتوغرافية التذكارية ، لنصل بسلامة الله وحفظه العاصمة صنعاء في تمام الساعة 5:30 عصراً بعد قطعنا لأكثر من 300 كيلو متر في 5 ساعات متواصلة .

هكذا وببساطة كانت رحلتي الى الطبيعة الساحرة حيث الماء والخضرة والوجه الحسن في محافظة أب ، والى الساحل والشاطئ حيث اللؤلؤ والصدف في محافظة الحديدة  ، مروراً مرور الكرام بمحافظة تعز ومصافحة سريعة لقمم جبال المحويت الشاهقة لنحط رحالنا في صنعاء بعد رحلة كانت مليئة بالمرح والسعادة والمغامرة التي عشت جميعها بصحبة من رافقني وبطيبة وكرم من كنا بضيافتهم في هذه الرحلة .

قد أكون اطلت بكلامي هنا ، لكني عملت قدر الامكان على الاختصار بالتلخيص والكتابة بالعامية حتى تتلخص وتتبلور رحلتنا لك يا من تقرأ هذه الاسطر لنشكر أنا وأنت كل شخص كان متواجداً معنا في رحلتنا سواءً بسؤاله أو اتصاله أو دعائه ، والشكر موصول لكم كذلك لأنكم تقرئون ^___^
ودمتم بخير

صدام علي الادور
24/ اغسطس / 2012م
صنعاء

هناك 5 تعليقات: