الأربعاء، نوفمبر 16، 2011

كن جبـــــلاً


يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : ( إن مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال 

.( علوًّا وهبوطًا  
 كثيرا ما توقفت أمام كبوات الحياة التي تقابلني ساخطاً ، متسائلا ـ في جهل ـ لماذا توجه لي دائما الحياة ضربات قوية ، أترنح من ثقلها وشدتها


، أتساءل ويتساءل معي الكثيرون ممن لا يفقهون فلسفة القضاء والقدر 
 لماذا تضرب العواصف العاتية حياة أشخاص ، بينما تمر كالنسيم على أشخاص آخرين 



لكنني حينما تجولت في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم توقفت كثيرا أمام أحب 


، البشر إلى رب البشر والمصائب تنهال عليه 

فقومه يكذبونه وهو الناصح لهم ، وأصحابه يُقتلون أمام عينيه ، ويُتهم في عِرضه وشرفه . وهو أشرف وأكرم وأفضل.خلق الله



حينها أدركت أن الصواعق لا تضرب إلا قمم الجبال الشامخة ، وأن المنحدرات لا 


، تذهب إليها إلا المياه الراكدة المحملة بالأوساخ
  وأن المرء يبتلى على قدر دينه كما بين الحبيب صلى الله عليه وسلم



، إن الحياة تُعطي لكل واحد من روادها ما يطيق على حمله ، والقيام به 
  وكلما على المرء وارتفع كلما وجهت له الحياة أقوى وأعنف ما لديها

إن العظماء يولدون من أرحام أمهاتهم ، والحياة تتربص بهم ، توجه لهم كل يوم صيحة حرب ، أو نذير معركة

إن الصك الذي يجب أن يُوقع عليه كل طموح ، هو التزام بالصمود والشموخ أمام مشكلات الحياة ومصائبها ، والاستئساد أمام ما توجهه له من بلايا وعوائق 



، فكن جبلا يا صديقي .. ولا ترهبنك ضربات الصواعق العاتية
  فقد ثبت في تاريخ الأبطال أن.النصر في الحياة يحصل عليه من يتحمل الضربات لا من يضربها
 بقلم / كريم الشاذلي  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق