الأربعاء، فبراير 10، 2010

مفهوم الديمقراطية

الديمقراطية كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية Δήμος أو Demos وتعني عامة الناس ، و النصف الثاني Κρατία أو kratia وتعني حكم، Demoacratia حكم عامة الشعب، الديمقراطية بمفهومها العام هي العملية السلمية لتداول السلطة بين الأفراد أو الجماعات، التي تؤدي إلى إيجاد نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ككل على شكل أخلاقيات اجتماعية. يمكن استخدام مصطلح الديمقراطية بمعنى ضيق لوصف دولة- قومية أو بمعنى أوسع لوصف مجتمع حر. والديمقراطية كشكل من أشكال الحكم هي حكم الشعب لنفسه بصورة جماعية، وعادة ما يكون ذلك عبر حكم الأغلبية عن طريق نظام للتصويت و التمثيل النيابي. و لكن بالحديث عن المجتمع الحر فإن الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه بصورة منفردة من خلال حق الملكية الخاصة و الحقوق و الواجبات المدنية (الحريات و المسؤوليات الفردية) وهو ما يعني توسيع مفهوم توزيع السلطات من القمة إلى الأفراد المواطنين. والسيادة بالفعل في المجتمع الحر هي للشعب و منه تنتقل إلى الحكومة وليس العكس.وهذا المفهوم جزء من كيان الحضارة الغربية، وقد ظهر في الغرب كرد فعل للاستبداد والظلم والدكتاتورية التي شهدتها المجتمعات الغربية، وهي أسلوب من أساليب الحكم يقوم على الرأي العام، وانه نظام يستلهم شكله من رأي الأمة.
لأن مصطلح الديمقراطية يستخدم لوصف أشكال الحكم و المجتمع الحر بالتناوب، فغالباً ما يُساء فهمه لأن المرء يتوقع عادة أن تعطيه زخارف حكم الأغلبية كل مزايا المجتمع الحر. إذ في الوقت الذي يمكن فيه أن يكون للمجتمع الديمقراطي حكومة ديمقراطية فإن وجود حكومة ديمقراطية لا يعني بالضرورة وجود مجتمع ديمقراطي. لقد أكتسب مصطلح الديمقراطية إيحاءً إيجابياً جداً خلال النصف الثاني من القرن العشرين إلى حد دفع بالحكام الدكتاتوريين الشموليين للتشدق بدعم "الديمقراطية" وإجراء إنتخابات معروفة النتائج سلفاً. وكل حكومات العالم تقريباً تدعي الديمقراطية. كما إن معظم الأيديولوجيات السياسية المعاصرة اشتملت ولو على دعم بالاسم لنوع من أنواع الديمقراطية بغض النظر عما تنادي به تلك الأيديولوجيات. و هكذا فإن هناك اختلافات مهمة بين عدة أنواع مهمة من الديمقراطية

واقع الأطفال في الفضائيات العربية

إن القنوات والفضائيات العربية أصبح لها أدوار جديدة بعيدة عن الدور التربوي والتثقيفي والترفيهي حيث بات لها تأثيرات غير هادفة فالمتتبع لعدد من البرامج والمسلسلات يجدها برامج سخيفة وفارغة تحمل من العنف وثقافة الحروب والعولمة الكثير تريد أن تسمم أطفالنا وعقول أجيالنا وذلك بترسيخ ثقافة العنف وحضارة القوة لا قوة الحضارة، وإذا ما تابعنا هذه البرامج نجدها بعيدة عن أي معنى من معاني الإنسانية ، فأين برامج الأطفال أيام زمان ،البرامج التي علمتنا التضحية والصداقة بين الإنسان والحيوان، وحب الأبناء لآبائهم والعكس والصداقة الحقيقية ومع ذلك ترى الآباء والأطفال مأخوذين بهذه الموجة من برامج الأطفال دون الانتباه إلى خطرها، وبالرغم من أن التلفزيون ببرامجه المختلفة أصبح وسيلة الاتصال الأقوى والأكثر إثارة وتشويق في حياة الطفل ، ونجد الطفل هو الضحية والمستهدف لبرامج الأطفال الحالية والتي أغلبها مستورده تمثل ثقافة مجتمعات أخرى مغايرة لمجتمعاتنا وهذا يساهم في تعزيز مفاهيم وسلوكيات وعادات وقيم غريبة في نفوس أطفالنا، وتجعل الطفل مشحون وجاهز للانفعال من أقل سلوك يأتي من الأسرة ، وليس ذلك فحسب بل ترى الطفل يأخذ طابع الانفعالية والهيمنة الفكرية والعقلية.
وعليه فانه لابد من وجود قوانين جادة وحازمة من الأسرة أولا في اختيار البرامج المناسبة للطفل وكذلك واجب على الحكومة إلزام الإعلام والمختصين للرقابة على برامج الأطفال بحيث تضمن للطفل الاحترام والكرامة والأمان والحياة الأسرية السليمة وتطور مكانته العقلية والنفسية حتى يكون شخصية مفكرة ومبدعة وفاعلة لا منفعلة.
وأخيرا أطفالنا أمانة في أعناقنا وإذا أردنا بناء شخصية قوية وسليمة تخدم المجتمع فعلينا الاهتمام بالطفل ورعايته حتى يجسد هذه الشخصية مستقبلا، فالأطفال مواد خام ومجال خصب ننشئ ونبني ونزرع في عالم الأطفال الثري والمدهش ما نريد....!؟

معلومــــات هامه عن التبرع بالدم

لماذا يجب عليَّ أن أكون متبرعًا بالدم؟
- كل ثلاث ثوان هناك شخص يحتاج إلى نقل الدم.
- واحد من كل عشرة مرضى يدخلون المستشفى في حاجة إلى نقل الدم.
- دمك يمكن أن ينقذ أربعة أشخاص عند فصل مكوناته وليس شخصًا واحدًا.
- تعيد عملية التبرع بالدم الحيوية والنشاط للجسم بسبب تجدد خلايا الدم.
- يمكن للمتبرع الحصول على نتائج فحوصات المسح الخاصة به، بما فيها فصيلة الدم.

كيف يمكن أختيار المتبرع بالدم؟

يتم اختيار المتبرع بالدم من خلال معايير محددة من الفحص الطبي والمخبري والتاريخ المرضي حيث يتم:

تسجيل المتبرع: عند حضوره الى بنك الدم سيقوم كوظف الأستقبال بأخذ معلومات منه مثل الأسم، والعمر، رقم البطاقة، العنوان …. الخ (هذه المعلومات للأتصال به عند الحاجة)، كما يقوم الموظف بالمساعدة في تعبئة بطاقة الإستبيان.
تحديد فصيلة الدم: (من الفصائل الأربع المتعارف عليها).
قياس تركيز الهيموجلوبين (خضاب الدم): عن طريق الأصبع.
الوزن: (يفضل أن يكون الوزن من 50 كجم).
قياس النبض.
ضغط الدم: (أقل من 160 / 90).
بعد أن يمر المتبرع بالمراحل السابقة وتثبت صلاحيته للتبرع يقوم الطبيب المختص بسؤاله أسئلة بسيطة عن تاريخه المرضي ويقوم بأجراء الفحص الطبي له.


ما الأسباب التي لا يمكنك معها التبرع بالدم؟
- التبرع بالدم خلال الثلاثة أشهر الماضية.
- وجود أي تعب من المتاعب الصحية التالية:
- جميع أنواع الأنيميا عدا أنيميا نقص الحديد.
- أمراض القلب والحمى الروماتيزمية.
- الأمراض الصدرية المزمنة.
- ارتفاع الضغط المزمن.
- الالتهاب الكبدي الفيروسي.
- مرض البول السكري.
- حالات تضخم الكبد.
- حالات الفشل الكلوي.
- حالات التشنجات والصرع والإغماء المتكرر.
- زيادة أو نقص إفرازات الغدة الدرقية.
- الحمل.
- أمراض نزف الدم.
- الأمراض الوراثية.
- الأمراض النفسية.
- أي عمليات خلال فترة ثلاثة أشهر.
إذا كان المتبرع يعانى من الأعراض التالية:
- فقدان غير متوقع للوزن والشهية.
- عرق ليلي.
- سخونة ليلية.

كيفية التبرع بالدم؟

وذلك عن طريق جمع الدم في كيس يحتوي على مادة مانعة للتجلط متصل بأبرة معقمة تستعمل لمرة واحدة فقط توصل من الوريد في الذراع، وتتم عملية التبرع بالدم في فترة زمنية تقريباً 5 - 10 دقائق في هذه الفترة يكون المتبرع تحت الرعاية الطبية المباشرة، ولكن تستغرق الزيارة بأكملها مدة تتراوح بين 15-20 دقيقة.


متى يمكن معاودة التبرع بالدم؟

ينصح بالتبرع بالدم بعد مرور 6 أشهر من اخر تبرع بالدم في حين أنه لتكرار التبرع يمكن التبرع بالدم قبل ذلك في الفترة من 3-4 أشهر، ولكن يجب أن يكون المتبرع لائق طبيا.

ما كمية الدم التي يتم أخذها من المتبرع في المرة الواحدة؟
- يتم أخذ من 400 إلى 450 مليلترا، وهو ما يمثل حوالي 1/12 من حجم الدم الموجود داخل جسم كل إنسان، والذي يتراوح بين 5 إلى 6 لترات.

من المستفيد من هذا الدم؟

المصابون في الحوادث بمختلف أنواعها.
حالات النزيف قبل الولادة وبعدها.
أصحاب العمليات الكبيرة.
الأطفال الخدج (غير مكتملي النمو).
حديثي الولادة لأختلاف عامل الريسوس لدى الوالدين (المصابون بالصفراء).
المصابون بأمراض الدم (تكسر خلايا الدم، فقر الدم المنجلي، أو سرطان الدم).


فوائد التبرع بالدم:

الأطمئنان على صحتك: ان التبرع بالدم هو شهادة صحية تدل على سلامتك حيث أن كل متبرع يخضع لفحص طبي للجسم وفحص مخبري على دمه عن مرض التهاب الكبد الوبائي بنوعيه (ب، ج) - الملاريا - الأيدز - الزهري، وفي حالة وجود أي مشكلة فأن بنك الدم يقوم بتوفير الأستشارة اللازمة من قبل استشاريين متخصصين، والتوجيه الى الجهة المناسبة لمتابقة الحالة.
يساعد التبرع على تنشيط نخاع العظم في انتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين الى أعضاء الجسم الرئيسية مثلاً (الدماغ ….يساعد على زيادة التركيز والنشاط في العمل وعدم الخمول).
ان المتبرع المستديم في بنك الدم له معاملة خاصة عند احتياجه او احتياج أفراد عائلته للدم مستقبلاً لا قدر الله، خاصة في حالة توفر فصيلة الدم المطلوبة.


هل توجد أي خطورة في التبرع بالدم؟
- التبرع بالدم لا يعرض المتبرع لأي خطر؛ من الإصابة بأي مرض.
- الأدوات التي تستخدم في عملية سحب الدم معقمة ولا تستخدم لشخص آخر، ويتم التخلص منها بعد عملية التبرع بالدم.

ماذا أفعل قبل التبرع بالدم؟
- احصل على قسط كاف من النوم ليلة التبرع.
-تناول وجبة متوازنة قبل التبرع بحوالي ساعتين.
- عليك شرب سوائل (خالية من الكافيين) أكثر من المعتاد بقليل.

الرعاية بعد التبرع

يبقى المتبرع على سرير التبرع لمدة 5 دقائق تحت الملاحظة الطبية ويسمح له بالجلوس بعد التأكد من حالته الطبية.
لا يسمح للمتبرع بترك المكان قبل أن يأذن له الطبيب أو الممرضات وذلك حرصا على سلامته.
يجب على المتبرع:
الإكثار من شرب السوائل خلال الساعات التالية للتبرع.
الأمتناع عن التدخين لمدة ساعتين.
عدم نزع اللاصق الضاغط على مكان الأبرة قبل ساعتين.
يجب رفع اليدين الى أعلى والظغط على مكان الأبرة اذا كان هناك نزيف.
اذا شعر المتبرع بالغثيان او الدوران يجب ان يستلقي على السرير ويكون مستوى الرأس منخفض عن الجسم او الجلوس مع وضع الرأس بين الركبتين لمدة 5 دقائق
عدم القيام بأعمال شاقة أو تمرينات رياضية مجهدة لمدة 24 ساعة.
- زاول نشاطك المعتاد بعد التبرع، مع تجنب المجهود البدني الزائد.
- اشرب كمية من السوائل أكثر بقليل من المعتاد خلال الساعتين التاليتين للتبرع.
- تجنب ممارسة رياضة عنيفة خلال 24 ساعة بعد التبرع.
- إذا كنت مدخناً لا تدخن لمدة ساعتين بعد التبرع؛ لأن استنشاق الدخان يحفز الدم للذهاب للرئتين مسببًا حالة من الدوار والشحوب.

هل توجد مضاعفات قد يتعرض لها المتبرع؟
- لا توجد مضاعفات للتبرع بالدم طالما قام الطبيب بتوقيع الكشف الطبي عليك، وأقر ملاءمتك للتبرع.
- يعوض الجسم كمية الدم التي فقدت خلال ساعات، وأغلب الناس يزاولون أنشطتهم العادية بعد التبرع.
- نادراً ما تحدث بعض الأعراض؛ مثل الدوخة أو القيء، وتزول تلقائيا بعد فترة وجيزة.

مجتمع ينعم بالتطور والنماء

يعتبر الشباب نبض المجتمع وعصب الحياة وهم الركيزة الأساسية للتنمية والأرض الخصبة للبناء إذ يشكل قطاع الشباب القاعدة الرئيسية لأي مؤسسة مدنية في العالم، وتغيب دور الشباب في المجتمعات يؤدي إلى خلل في تركيبة المؤسسات ووظائفها الرئيسية .
فبدون تلك القدرات الفكرية والشبابية والثقافية للأجيال يصبح مجال صنع المستقبل عبر العمل حقلا لتجارب منطقة الجذور، فعقل الشباب هو مشروع الأدوات ومخزن الخبرات المراد تعبئتها ثم استخدامها واستثمارها عبر التعليم والتوجيه والتدريب وتوفير عوامل الاستقرار النفسي لهم وكون النماء والتطور لدى المجتمعات مرهون بتنمية أبناءه.
ولهذا لماذا لا تكون هناك أهداف تنموية قادرة على وضع المعالجات البناءة لمواجهة الصعوبات التي تواجه الشباب بأسس علمية وتربوية بحيث تكسب الشباب المهارات والقدرات التي تعمل على غرس روح الثقة والاعتزاز بالنفس وحب المشاركة في الخدمة المجتمعية وعدم الاستجابة للعادات الموروثة والجماعات المتطرفة التي تستهدف الشباب وتعيد صياغة أفكارهم وتجاربهم وتصرفاتهم لأهداف أخرى تضر بالوطن ونماءه.
وان تكون هناك برامج تعمل على احتواء الشباب والعمل على صياغة الفكر الحضاري القادر على التخطيط والقيادة وإدارة المؤسسات والإبداع الحوار المرن وتنمي وتشجع المواهب وتغرس قيم التسامح بين الأفراد والمجتمعات وكل هذا لن يتم إلا بتعاون أضلاع المثلث ( القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني) فالمهام كبيرة والصعوبات متنوعة وتحتاج إلى تضافر جهود الجميع والمشاركة في التنمية البشرية والبناء ووضع الخطط الإستراتيجية والدراسات التي ستعمل على تكوين مجتمع اجتماعي وثقافي وتنموي ينعم بالنماء والتطور والأمان .

دور العلم والبحث العلمي في بناء الأمم

من المعروف أن عمليات التحديث والنمو الاقتصادي والاجتماعي تحتاج إلى أن يأخذ العلم والتقنية دورهما في أي مجتمع يرنو إلى التقدم والازدهار، ويأتي البحث العلمي المزدهر نتيجة تعليم مزدهر فكل منهما انعكاس للآخر كما أن تطور المجتمع وتنميته من نتاج البحث العلمي، ناهيك عن أن أهم المعايير التي تقاس بها عصرية أي مجتمع هي تطوره التقني ومستواه العلمي والتربوي.
وعلى العموم فإن أهمية البحث العلمي تظهر جلية في المجتمعات التي لديها مشكلات في قضايا عديدة سواء كانت حياتية مثل الإسكان والتربية وتأمين المياه والزراعة والنقل والبيئة والتلوث والقضايا الأمنية كالحرب والسلام أو غيرها ناهيك عن مخرجات التعليم وأساليب الإنتاج والاستهلاك والتسويق بالإضافة إلى التنمية المستدامة والخطط المستقبلية وغيرها من الفعاليات الهامة التي يتمكن البحث العلمي من إيجاد حلول ناجعة لها وجعل التراكم المعرفي لهذه المجتمعات مربوطاً بالتطبيق وذلك من خلال تحويل المعرفة إلى منافع ملموسة عن طريق التقنية التي هي أهم عنصر فاعل في الحياة المعاصرة.
وهذا ينصب في إطار المعلومة التي تقول «إن الغرض من العلم هو التحكم في الطبيعة وعناصرها لصالح الإنسان».
وحقيقة الأمر في الوقت الراهن أن البحث العلمي هو الوسيلة الأكثر نجاحاً لوضع حلول مناسبة للمشكلات التي تواجهها البشرية مثل الجوع والفقر والجهل والمرض. لذلك فإن قضية البحث العلمي تحتاج إلى القيام ببحوث مستمرة وشاملة ومتنوعة المداخل، من أجل الوصول إلى حلول موضوعية ومتكاملة خصوصاً أن أهم عنصر يحكم ذلك هو المهارة والشفافية التي يتمتع بها عنصر العمل.
ومن هذا المنطلق فإن الجامعات والمعاهد التقنية عليهما مسؤولية العمل على تهيئة وإعداد رجال الغد كي ينهضوا بالمسؤوليات في مجتمع المستقبل.
إن دور العلم هو تنوير المجتمعات البشرية للأخذ بأسباب المعرفة والاستفادة منها. أما دور التقنية فهو تطبيق المعرفة العلمية وجعلها في خدمة الإنسان، ومن خلال البحث العلمي تنعم البشرية اليوم بعلوم ومعارف جديدة لم تكن معروفة من قبل كعلم الفضاء وعلم الحاسب وعلم الهندسة الوراثية اعتبرها مما يوافينا به العلم كل صباح.
إن عدم أو قلة ممارسة البحث العلمي أو عدم الاهتمام به تؤثر تأثيراً سلبياً في عملية التعليم الجامعي ومن أهم انعكاسات ذلك قلة المبدعين وزيادة عدد العاطلين عن الإبداع داخل الحرم الجامعي وخارجه وهذا هو الحال في جامعات الدول النامية التي أصبحت مراكز لتفويج الخريجين غير القادرين على تلبية متطلبات سوق العمل. والتي كان يجب أن ينظر إليها على أنها رافد أساسي من روافد التنمية.
فإنه من المؤسف أن نجد أن اليمن في مستوى متدن فيما يخص مستوى التعليم والبحث العلمي وذلك من حيث الكيف والكم. وهذا ما سوف يؤخر اليمن عن اللحاق بالركب العالمي المتسارع مما يجعل اليمن تستمر سوقاً استهلاكية لما تنتجه الدول المتقدمة بل أكثر من ذلك محل تجاربها واستعمال سلاحها ومدفن نفاياتها ونهب ثرواتها وإلصاق تهمة الإرهاب بها وبأبنائها ناهيك عن سرقة أرضها وانتهاك مقدساتها ووصف صاحب الحق بالإرهاب والمعتدي بحمامة السلام وجالب الديمقراطية على ظهور الدبابات بالمتحضر وغير ذلك من المفارقات التي سببها الأول ضعفنا وعدم القيام بما يجب علينا اتجاه احترام أنفسنا وتعزيز هذا الاحترام بالعلم والمعرفة.
إن عملية تحويل المعرفة العلمية التي نحصل عليها من الآخرين إلى تقنية إنتاج ثم تطويرها بمعرفتنا ومهاراتنا وإمكانياتنا الذاتية، وهذه هي المفتاح الذي سوف يجعلنا قادرين على الاستمرار في الإبداع وتكوين منظومة متجددة وأجيال متعاقبة من التقنيات دون الحاجة إلى استيرادها من الخارج بل أبعد من ذلك تصديرها إلى الآخرين ، وهذا هو الأسلوب الأمثل الذي يجعلنا أقدر على مواجهة تحديات القرن الجديد خصوصاً أننا نواجه عدواً تسلح بالعلم والمعرفة وجعل جميع فعالياته نتاجاً للعلوم والتقنية سواء في المجالات المدنية أو العسكرية.
ونعيد هنا القول بأننا لا يمكن أن نتقدم تقدماً حقيقياً وليس ظاهرياً باستخدام التقنيات المستوردة وهذا يحتم علينا أن نقوم بتطوير قدراتنا في هذا المجال وتطويع وتنمية جميع ما نحتاجه من التقنيات محلياً مع الأخذ بنظام الجودة الكاملة والتفوق النسبي، فاكتشاف الجودة هو دور العلم وابتكار الوسائل هو دور البحث العلمي وهذا بمجمله يعني تبني سياسات علمية جديدة تحقق أقصى استثمار ممكن لإمكاناتنا من العلماء والباحثين والمراكز والمعاهد البحثية والذي ينقصنا نستطيع إيجاده المال، فالمال إذا وجد طوع المستحيل.
واعني أن إيجاد الكوادر القادرة هو مسؤولية المؤسسات التربوية التي عليها إعداد وتخريج كوادر مدربة علمياً وتقنياً.
إذاً من لم يسلح نفسه بالعلوم والتقنية والبحث العلمي سوف يصفع ويداس وسوف تفرض عليه أجندة لا يرغبها ولكنه سوف يضطر إلى القبول بها لذلك فإن استخدام البحث العلمي في إيجاد المخارج للمشاكل القادمة يجب أن يبدأ من الآن وليس غداً.
إن مراكز الأبحاث ومراكز الدراسات الإستراتيجية هي العيون التي يجب أن نبصر بها ونحل بها مشاكلنا الداخلية والخارجية وخير مثال على الاستفادة من العلم والبحث العلمي ما حققته كثير من الدول المرموقة اليوم مثل اليابان من الدول المتقدمة وماليزيا من الدول النامية التي وضعت يدها على البلسم وأمسكت به.
ولذلك أدعو حبيبتي اليمن أن تأخذ بأسباب التقدم وتوطين التقنية أكثر من أية بلد أخر لأنها بحاجة ماسة إليها وذلك لأن الأعداء لن يمكنوها من أي سلاح يمكنها من الدفاع عن نفسها ضدهم، فهؤلاء الأعداء لديهم مطامع كثيرة في هذه الحبيبة اليمن.