" النشأة
والخلفية التاريخية لأصل الأخدام " هناك خمس نظريات لنشأة الأخدام وهي
:
1- أن الأخدام يمكن أن يكونوا يمنيو الأصل ولكنهم تعرضوا
لصنوف القهر والاضطهاد.
2- أن الأخدام يمكن أن يكونا من سلالة العبيد.
3- جماعة من اليمنين الذين هاجروا للحبشة واستوطنوا فيها
وقرروا العودة إلى اليمن مع آخر غزو عسكري حبشي لليمن لعم عام 525 م كي يستقروا في
وطنهم.
4- أن الأخدام من سلالة الغزاة الأحباش لليمن.
5- أن الأخدام ينحدرون من أصل موالي الأحباش ، الذين جلبهم
النجاحيون لمساعدتهم في إدارة دولتهم في زبيد.
وتم رفض ثلاث نظريات وأُبقي على النظريتين الأخيرتين.
ففي المرحلة الثانية لغزو الأحباش على اليمن سنة ( 412 هـ )
تأسست الدولة النجاحية في زبيد وخلال هذه المرحلة نشبت حروب وحشية وشرسة بين الصليحييين
بقيادة محمد الصليحي والدولة النجاحية لسببين أولاً رغبة محمد الصليحي بتوحيد كل
اليمن تحت سلطانه ، والسبب الثاني قناعة الصليحي الذاتية بعدم أهلية نجاح (ملك
الدولة النجاحية ) لتولي الحكم والسيادة على الآخرين لأنهم في الأساس عبيد
والسيادة والحكم تناط عادة بالأحرار وليس بالعبيد وقد حاول القضاء على النجاحيين
ولكن الحظ لم يحالفه ، لذلك عمل النجاحيون على ممارسة كل ألوان القهر والإذلال
للسكان واستحواذهم على الأراضي الزراعية المنتجة من اصحابها بالقوة وعملوا على استقدام
آلاف الموالي من الجنوب الشرقي لأفريقيا إلى اليمن لمساعدتهم في الإبقاء على
سيطرتهم وسيادتهم عليها.
وكان الموالين للنجاحيين أسوا وأكثر قسوة من أسيادهم في
تعاملهم الوحشي على اليمن مما جعل اليمنيين يتحينون الفرصة للقضاء على ماتبقى من
الوجود الحبشي في اليمن وقد كان أحد علماء مدينة زبيد (علي مهدي الرعيني ) قاد
حركة تمرد ونضال ضد النجاحيين واستمر النضال لفترة طويلة وبعد عشرين عام من النضال
تم القضاء على الدولة النجاحية وحول النجاحيين إلى خدم وليس إلى عبيد.
وبروح انتقامية
اخضع اليمنيين النجاحيين لأقسى وأشد صنوف القهر والإذلال فعاملهم معاملة دونية مليئة
بالحقد والكراهية وتم توارث اليمنيين لهذه الطريقة في التعامل من الآباء إلى
الأبناء ومن جيل إلى جيل.
" مظاهر التفرقة " :
أولاً : الزواج فيتم رفض اقتران الخادم بابنته أو أبن
الطبقات الأخرى ،وكذا يعد تزوج الخادم بفتاة خارج جماعته فإنه يرتكب جرماً ضد
العرف والتقليد.
ثانياً : المصافحة تقضي العادات اليمنية أن يقوم المتصافحين
بتقبيل كل منهما ليد الآخر ولكن عندما يكون الأمر متعلق بالأخدام فأن التقبيل يكون
من طرف واحد فقط وهو من طرف الأخدام ، كما أن هناك من يرفض المصافحة نهائياٌ وأن
اضطر لذلك يعتمد لتغطيه يده بمنديل أو قطعة قماش.
ثالثاً : حمل السلاح وملكية الأراضي.
أن الأخدام ليسوا من ذوي البشرة
السوداء ، فهناك من الأخدام من يتمتع ببشرة سمراء وهناك بمن يتمتع ببشرة ذات لون
قمحي فاتح كعامة الناس ، وأن العامل الأساسي للتفرقة ضدهم الذي يتعدى مسألة لون
البشرة ، يكمن في القذارة وعدم الطهارة الملازمة لما يقومون بهِ من أعمال.
" مجيئهم إلى صنعاء "
سبب مجيئهم إلى صنعاء وكيف أصبحوا عمال
نظافة :
يقول المؤرخ التاريخي Horgen أنهُ في عام 1962 م كانت الحاجة قائمة لعمال نظافة في صنعاء
فكان أن أرسل الجيش فرقة عسكرية لمنطقة زبيد حيث جمعوا مائة خادم ،وسلموهم إلى
البلدية ،حيث يقومون اليوم كعمال بنظافة (كنس) الشوارع.
**مصدر المعلومات الواردة أعلاه : من
كتاب الأقليات في الجمهورية اليمنية (الأخدام ) دراسة أنثوجرافية لـ محمد أحمد
الخياط .