الأربعاء، أبريل 16، 2014

من يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ


 
قصة جميلة من الأدب التركي، سئل أحد الحكماء يوما من مجموعة من الناس، ما هو الفرق بين من يتلفظ بحب الآخرين ومن يعيش هذا الحب كل يوم ؟
فقام الحكيم بدعوتهم إلى وليمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم، وجلس إلى المائدة، وهم جلسوا بعده... ، ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر ! واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة ! حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا ، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض !! وقاموا جائعين في ذلك اليوم .. حسنا ، قال الحكيم والآن انظروا !

ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة ، فأقبلوا...  ، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة ! فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ، وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله وقاموا شبعانين .. وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب : من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الاثنان معا ! فمن يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ....