الخميس، يونيو 06، 2013

إختلافنا تكامل لا تفاضل




 
قال تعالى : " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم "
وقال عليه السلام :
اختلاف أمتي رحمه فالاختلاف والتباين والمستويات سنة الله في الكون فالآيات العظيمة تدل على ذلك فهناك اختلاف بين الشمس والقمر,الأرض والسماء,البر والبحر,الخير والشر,البياض والسواد,الغني والفقير,الأسود والأبيض.

كل تلك الاختلافات ليس مقصدها التمييز او تفضيل جزء على آخر ومخلوقا عن آخر انما هو تناقض القصد منه التكامل فلولا النهار وشمسه وتعبه ما عرفنا قمر الليل وسكونه وراحته ولولا الشر وقسوته ما تعرفنا على جمال الخير ولينه  وكذلك هو الاختلاف بين البشر فالغني ما فائدة غنائه ان لم يكن هناك فقير يكمل دوره في الحياة , تخيلو لو الناس كلهم اغنياء كيف ستكون الحياة, من سيعطي من ومن سيأخذ ممن ومن  سيكمل من , هذا هو حال الأشياء الاخرى في الحياة فلو كان الكل علماء من سيكون المتعلم المستفيد ولو كان الكل متعلم من سيكون العالم المفيد فلماذا نعتبر التفاوت بين الناس تفاضل وليس تكامل ...!!!؟؟؟

 كل البشر لهم طريقه واحده في مسألة الخروج والتواجد في الوجود  وحتى هذه النقطه تأتي من الاختلاف التكاملي بين الرجل والمرأة.

لماذا نتكبر ولماذا نغتر..؟ لماذا ننظر للادنى على انه كذلك وننظر للارقى او الاعلى على انه كذالك ايضاً رغم انهما في هذه الحاله يجتمعان في نفس النتيجه فكلاً منهما يحتقر الآخر فالادنى يرى الاعلى مغروراً ومتكبراً لا يستحق سوى الاحتقار وقد يكون ذلك فعل لردة فعل مساويه له في المقدار ومعاكسه له في الاتجاه ,, ان الاعلى يرى الادنى انما خلق لاجل خدمته وراحته و انه السيد والامير والشيخ وإن الاخرين ليسوا سوى خدم ومأمورين وعبيد ,,,
 لماذا لا نرَ الامر من منظور مختلف !!!!

 ليس هناك سيد وشيخ بالمعنى التفاضلي بل هو بالمعنى التكاملي ولنا في رسول الله اسوة حسنة رغم انه افضل واشرف الخلق والمخلوقات عند رب العالمين إلا انه لم ياتِ ليقول انا السيد وانتم العبيد, انا الشيخ وانتم الخدم, انا الامير وانتم المأمورين , لا والله انما اتى ليتمم مكارم الاخلاق التي كانت موجوده في من وما حوله فكان نبي ولكنه قبل ذلك بشر ولننظر كيف اكرمه الله بالمعجزات لكنه مع ذالك لم ياتِ الى الحياة بطريقة اخرى غير البشر فهو كائن خلق من نطفة ثم خلقت علقة ثم مضغة ومع ذلك  لم تشفع له نبوءته ان لايموت او يدفن في التراب, كل ذالك ليكون لي ولك وله ولهم درساً مفاده (لسنا سوى أجساد من  تراب) فمهما تشكلت وتلبست وتزخرفت تعود كما هي....

اذاً لنترك كل النعرات والدعوات الطائفيه والفئويه التى لا تزيد سوى من  تقارب المتقاربين والذي  في الاساس تعلن تباعدهما لا أكثر.

نعم انا غني وانت فقير او العكس, نعم انت هاشمي وانا مزين او العكس, نعم انت اسود وانا ابيض او العكس ولكننا في الاخير نحمل نفس الصفه (إنسان) بكل ضعفه ووهنه لم يختر حتى والديه فلنعيش ونتعايش مع بعض ليكمل احدنا الآخر ويسعد كل منا الآخر فأنا غصباً عنك احتاجك وانت غصباً عني محتاج الي والعكس صحيح فلا تدعوك القوة والغنى والحسب والنسب و و و.... وغيرها إلى التصرف بقول فرعون انا ربكم الاعلى وبالمقابل يقول لك تعالى كن لاشيء فأنت في الاساس جسداً منفوخ خاوٍ لاتحييك سوى روح الله المودعة فيك الى أجل مسمى  ....

في الأخير حمله لا للتمييز الطبقي في اليمن لم تنشأ لمناهضة الأعلى او الوقوف مع الادنى إنما تعمل على تلاشي  النظرة الخاطئة لكليهما باتجاه الآخر .

بقلم / وليد محمد حيدر

بنت الشيخ



من خلال متابعتي لنشاط حملة لا للتمييز الطبقي في اليمن على صفحتهم في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك ، ومن منطلق إيماني بالفكرة والقضية التي يناهضونها وهي التمييز الطبقي حسب الأصل أو اللون أو المهنة ، أحببت أن أشارككم هذه الأسطر دعماً مني للحملة بمقالة بعنوان " بنت الشيخ " :

أنها مفخرة..تربيت على أنها مفخرة يجب أن أُباهي بها أينما ذهبت و حللت..

فأن أكون ابنةٍ لشيخ قبلي معروف يُعد في اليمن ورقة تفوق حتى على ورقة الأخلاق بل و الدين أيضاً..تربيت على أن المُختلف دائماً عني هو أقل مني و هذه ورقة رابحة في التعامل معه يجب أن لا أتنازل عنها أبداً..

فقد وهب لي الرب ذلك التفوق فهل نتخلى عن هبات الرب لنا!!.
أنا لا أُصادق أو حتى أتحدث مع من ينتمي لطبقة أقل من طبقتي الاجتماعية..
وإن وجدته في أي مجلس حديث لا أُصغي لما يقول و لا حتى أوجه إليه أي نوعاً من أنواع الحديث..
لأني على ثقة مطلقة بأن كل ما سينطق به لن يكون-مهما كان-مُهماً أو يحمل فكراً يستفزني..
فمن ينتمون لأي فئة أقل مني هم بالتأكيد أقل مني حتى في الجانب العقلي.

أنا لا أصادق أو حتى أتحدث باحترام مع من يختلف عني في اللون لأنه كما علمني والديَّ أن الأسود قذر و سيء و لو اقتربت منه سأتلوث به و لكنه أبداً لن يتطهر بي..

فلماذا أمارس هذا العبث بمصادقته أو بمحاولة الاقتراب من روحه إن كان يملك واحدة!!..لقد خُلقت الجنة لنا نحن بيض اللون و لم تُخلق لسُمر البشرة.

وإن كان الله قد خلقهم فهو لم يخلقهم لكي يكونوا مثلنا بل ليكونوا أقل منا فنشكر الله على نعمته علينا بأن منحنا لوننا "الإلهي"..

وكان كل من يحاول أن يخبرني أن الرسول الكريم اختار بلال الحبشي ليؤذن فوق الكعبة وقت فتح مكة و لم يختر أياً من أشرافها لتلك المهمة..أجيبه بثقة : " آسفة فلقد اختلف العالم و العالم لنا نحن و ليس لمن هم دوننا".

أنا لا أصادق من أعلم أن والدها ينحدر من مهنة معينة..فهم بالتأكيد يحقدون علينا..و كأننا لكي نداوي حقدهم الدفين يجب أن لا نستخدمهم..لقد خلقهم الله لكي يقوموا على خدمتنا و لكي نأمرهم فيطيعون..لقد خلقهم الله لكي يُصلحون أحذيتنا و يرعون مواشينا و ينظفون منازلنا و يذبحون أنعامنا.

أنا لدي دين بجانب الدين ولعل الناس لو خيروني بين الإسلام و الطبقية لاخترت الطبقية بلا تردد فلن يختار الإسلام إلا العبيد و سقط المتاع الذين يأملون أن يمنحهم الدين تفوقاً يفوق تفوقي عليهم..لهذا لعل أسماء الطبقات في اليمن و أسماء الفئات الذين هم دوني اجتماعيا لُقنت لي من قبل محيطي قبل أركان الإسلام.

هل شعرت بالغثيان من عباراتي؟؟..
هل تجدني إنسانية عنصرية فارغة العقل و القلب و بلا روح؟؟..
هذا هو المطلوب..

يجب أن تشعر بالغثيان..
يجب أن تكره هذا الدين الذي يجعلك تؤمن بأنك أفضل مني لأن الله قرر أن يخلقني من تلك الأسرة التي هي أقل من أسرتك اجتماعيا..
يجب أن تكره هذا الدين الذي يجعلك تعتقد و لو للحظة بأن الله قد ظلمني عندما منحني ذلك اللون الأسود..
يجب أن تكره هذا الدين الذي يجعلك تؤمن بأني خُلقت لعبادتك و خدمتك و ليس لعبادة خالقي و خالقك..

يجب أن تكره الطبقية لأنك إن لم تفعل فأنت ببساطة تخبرنا أنها بالنسبة إليك أقوى منك بل لقد أصبحت ديناً يُعتنق..

وأن كنت تؤمن بها كدين تعتبر الكفر به أمراً يفقدك إنسانيتك و علة وجودك فسأخبرك أنك حينها أصبحت تعتنق ديناً سيثير الغثيان منه و منك.


** ملاحظة / الصورة في هذه المشاركة تعبيرية فقط ..
 
بقلم / زين اليوسف 

منظمات المجتمع المدني في اليمن قبل وبعد الربيع العربي


سأتحدث في مدونتي هذه عن نظرة عامة عن منظمات المجتمع المدني في اليمن ، بالإضافة إلى نظرة قريبة لمنظمات المجتمع المدني قبل الثورة الشبابية السلمية مطلع العام 2011م وبعد الثورة .
كنظرة عامة فالمجتمع المدني بجميع منظماته وتكويناته ظهر في منذ ثلاثينيات القرن الماضي فيما كان يعرف بجنوب اليمن والتي احتوى على عدد من الحركات والتكوينات والنقابات والتعاونيات ، لتأتي ثورة السادس والعشرون من سبتمبر 1962م لتعلن قيام الجمهورية اليمنية في شمال اليمن ، والتي حينها كان المجتمع اليمني على موعد مع عهد ديمقراطي جديد بتأسيس عدد من منظمات المجتمع المدني الأهلية آنذاك والتي شملت كلاً من الجمعيات والأحزاب والجمعيات التعاونية والحرفية والأندية والنقابات وغيرها من المنظمات أو التجمعات الغير حكومية أو الغير عائلية .
ومن الملاحظ إلى أن الحرية الدستورية بتشكيل المنظمات اتسعت طوال السنوات الماضية لتصل المنظمات في نهاية العام 2006 إلى حوالي (5203) منظمة موزعة بين جمعيات أهلية وتعاونية وخيرية وحوالي (3700) جمعية ومؤسسة اجتماعية وثقافية وعلمية ومعنية وغيرها من التشكيلات التي بلغت حوالي (150) منظمة مختلفة ، فضلاً عن 22 حزباً وتنظيماً سياسياً في الساحة اليمنية ( حسب تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للعام 2006م (.
ولو ألقينا نظرة على المجتمع المدني في اليمن ومنظماته منذ إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م إلى فترة ما قبل الثورة الشبابية السلمية التي اندلعت في فبراير من العام 2011م ، لوجدنا أن الفترة هذه كانت فترة خصبة وبيئة متسارعة النمو ، فقد تطور نشاط وعمل منظمات المجتمع المدني خلال الآونة الأخيرة في اليمن من خلال أدائه في مجالات متعددة ليمارس دوره كشريك ثالث إلى جوار الدولة والقطاع الخاص في تحقيق التنمية الشاملة للوطن، وتعتمد منظمات المجتمع المدني في اليمن على أساليب العمل التطوعي والمبادرات الذاتية وأصبحت تلعب دوراً بارزاً في التنمية والتخفيف من الفقر، وتعتبر شريكاً أساسياً في إحداث تنمية مستدامة وشاملة ، وقد حقق نشاطها في المجتمع وقفزت قفزة كبيرة سواءً من حيث العدد وكمية ونوعية المشاريع المنفذة من قبلها، وكذلك في الدور الذي تجاوز الأنشطة التقليدية إلى المشاركة في تنفيذ الخطط والبرامج التنموية وكذا رسم السياسات التنموية في ظل الإمكانات المتاحة.
ليس هذا فقط فعلى الرغم من الضغوط والسياسات القمعية من قبل الحكومة اليمنية تجاه منظمات المجتمع المدني ، فقد كان هناك دعم دولي لتعزيز سياسات المجتمع المدني ونشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، مما أتاح لعدد كبير من منظمات المجتمع المدني من الحصول على تمويل لمشاريع وأنشطة تنموية وتوعوية مختلفة من قبل المجتمع الدولي ممثلاً ببعض الحكومات كالحكومة الأمريكية والحكومة الألمانية بالإضافة إلى فرص التمويل والدعم المتاحة من قبل عدد كبير من المنظمات الدولية العاملة في اليمن والشرق الأوسط .
ومع اندلاع الثورة الشبابية السلمية في اليمن في فبراير من العام 2011م ، كان هناك دور فعال لمنظمات المجتمع المدني خصوصا المختصة بالجانب الحقوقي والرصد والأبحاث والجانب الصحي ، فقد كان للمنظمات الحقوقية دور هام برصد انتهاكات حقوق الإنسان ضد الثوار والأبرياء من قبل الحكومة والنظام السابق ، في حين ساهمت المنظمات الصحية بتقديم الرعاية والخدمات الصحية لجرحى الثورة والمتضررين منها ، بالإضافة إلى المنظمات الأخرى والتي أيدت وانضمت للثورة وقامت بعمل عدد من الأنشطة والفعاليات المصاحبة للثورة من احتفالات وندوات وحلقات نقاشية ودراسات ميدانية وإعلامية .
لم ينتهي دور منظمات المجتمع المدني في الثورة هنا فقط ، فبعد انتهاء الثورة أو بالأصح فبعد سقوط النظام السابق وانتخاب رئيس جديد لليمن وحكومة توافقية ، لاحظت أن الثورة أعطت مساحة أكبر وفتحت المجال لمنظمات المجتمع المدني في اليمن لتعمل بحرية ، بالإضافة إلى إشراكها في رسم مسار اليمن للأعوام الماضية بإشراكها بنسبة 30% في مؤتمر الحوار الوطني الذي يرعاه المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة والتي من خلاله ستخرج منظمات المجتمع المدني في اليمن إلى جانب بقية المكونات السياسية والحزبية بدستور جديد لليمن يقودها إلى الدولة المدنية الحديثة ، مما يضمن كذلك إعادة النظر في قانون المنظمات والمؤسسات الأهلية اليمني رقم (1) الصادر في العام 2001م وتطويره وتعديله ليضمن حرية في تكوين وإدارة الجمعيات والمنظمات في الأعوام القادمة .
بالإضافة إلى أنه بعد الثورة الشبابية السلمية ، تم تأسيس عدد من المبادرات والتنظيمات المدنية والسياسية لتضاف إلى منظمات المجتمع المدني الحالية ، مما يدل على ارتفاع نسبة الوعي لدى المجتمع ورغبته في المضي نحو إقامة دولة مدنية  لا دولة مشايخ أو قبائل .
ختاماً الثورة الشبابية السلمية كانت نقطة تغير نحو الأفضل بالنسبة للمجتمع المدني إذا لم تكن نتائج التغيير ملموسة في وقتنا الحالي ، فمع الأيام الأخرى وبمخرجات الحوار الوطني القائم والدستور الجديد لليمن ، سيكون هناك دور فعال ومشاركة أكبر للمجتمع المدني في التنمية المستدامة والشراكة الرئيسية مع الحكومة في وضع السياسات وتنفيذ الخطط والبرامج التنموية في اليمن .