الثلاثاء، يونيو 16، 2009

ارض الحضارة والتاريخ - محافظة مأرب

محافظــــة مــأرب
حاضرة مملكة سبأ.. تستعيد ماضيها السعيد.. قالوا عنها "مأرب محطة للذي يسافر بعين عاشق أو جناح طائر، هي كنز الكنوز للثروة الأثرية، وفيها توجد رموز الحضارة السبئية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**الموقع والتسمية :-

تقع إلى الشرق من العاصمة صنعاء بمسافة ( 173 كم ) ،على ضفّة وادي ذنه الذي بني فيه سد مأرب التاريخي ، يحدها من الشمال محافظة الجوف وصحراء الربع الخالي ومن الغرب محافظة صنعاء ، ومن الجنوب محافظتي البيضاء وشبوة ، ومن الشرق محافظة شبوة وصحراء الربع الخالي .
تسمية هـذه المدينة قديم جداً تعود إلى مطلع الألف الأول قبل الميلاد، فـقـد ذكـرت فــي نقوش من القرن الثامن قبل الميلاد باللفظ ( م ر ي ب )، وفي بعض النقوش المتأخرة ظهر اسمها باللفظ ( م ر ب ).
ويرجح أن التل الذي تقع عليه قرية مأرب اليوم هو مكان قصر سلحين الذي ذكره العلامة الحسن بن احمد الهمداني قبل آلف عام، والذي ورد ذكره بالاسم نفسه في النقوش اليمنية القديمة
وتفيد ‏الأبحاث ‏الأثرية ‏الحديثة أن ‏مأرب ‏العاصمة ‏لعبت دورًا ‏كبيرًا في ‏نشوء وارتقاء ‏الحضارة ‏السبئيةفقد شهدت هذه الأراضي قيام واحدة من أعظم الدول اليمنية القديمة هي دولة سبأ التي بـدأت في الظهور في مطلع الألف الأول قبل الميلاد ، وقد شهدت في القرون الممتدة من القرن التاسع إلى القرن السـابع قبل الميلاد نشاطاً معمارياً واسعاً ، شيدت خلالها المدن والمعابد ، وأعظم منشآتها سد مأرب العظيم الذي وفر للدولة ومنحها صفة الاستقرار والآية الكريمة الدالة على تلك الحضارة
قوله تعالى : " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية " ..

** المكانة:-

شهدت مأرب ذروة ازدهار الحضارة اليمنية القديمة طوال المرحلة الأولى والثانية للدولة السبئية ويرجح البعض آن مأرب لابد أن تكون قد بنيت في وقت ما من الألف الثاني قبل الميلاد ، إذ لا يعرف تاريخ نشأت المدينة على وجه الدقة بالرغم من ورود أسماء عدد من الملوك السبئيين الذين أسهموا في بناء المدينة وشيدوا بعض مرافقها خلال العصر السبئي الأول في بداية الألف الأول قبل الميلاد. على أن نشأت المدينة ربما تكون قد بدأت مع بداية ازدهار الحضارة اليمنية القديمة في الألف الثاني قبل الميلاد .
وقد تحكم موقع مأرب في وادي سبأ بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان، وكان اللبان من أحب أنواع الطيوب وأغلاها في بلدان الشرق القديم، وحوض البحر المتوسط، وقد تميزت اليمن بإنتاجها أجود أنواع اللبان وهو الذي كان ينمو في الجزء الأوسط من ساحله الجنوبي في بلاد المهرة وظفار،
وقد أدى ذلك الطلب المتزايد عليه إلى تطوير تجارة واسعة نشطة، تركزت حول هذه السلعة وامتدت إلى سلع أخرى نادرة عبر طريق التجارة المذكور. ‏ورغم أن ‏مأرب ظل ‏اسمًا يتردد في ‏المصادر ‏التاريخية ،إلا ‏أن دورها في ‏الأحداث ‏بعد الإسلام ‏كان ضئيلا، ‏فقد ذكرت ‏مأرب في ‏عهد الرسول ‏صلى الله ‏عليه وسلم ‏من بين ‏مخاليف ‏اليمن، ‏ونسب إليها ‏الأبيض بن ‏حمال الماربي ‏الذي وفد ‏على الرسول ‏فكتب له ‏عهدًا وأقطعه ‏ملح مأرب

** أهم معالم مدينة مأرب:-

· سد مأرب العظيم :

يعود تاريخ سد مأرب القديم كما يستنتج من قراءة النقوش اليمنية القديمة إلى القرن الثــامن قبل الميلاد غير أن نتائج الدراسة التي قامت بها البعثة الألمانية في احد السدود القديمة بوادي "ذنة" ترى أن فكرة إنشاء السد قد مرت بمراحل عدة وعبر فترة زمنية طويلة بين بداية الألف الثاني والألف الأول قبل الميلاد وأين كانت البداية
فان الذي لا خلاف حوله إن ســـد مأرب معلـم ثابت لازم الحضارة السبئية منذ البداية مرورا بذروة الازدهار وحتى لحظات الانهيار ثم تصدع على أثرها وهذا السد أشهر اثأر اليمـن وأعظم بناء هندسي قديم في شبة الجزيرة العربية وقد بني في ضيقــة بين البلــق الشمالي والبلق الجنوبي على وادي ذنه الذي تجري إليه السيول من مساقط المياه في المرتفعات المحاذية له شرقا على امتداد مساحة شاسعة من ذمار ورداع ومراد وخولان
وسد مأرب رمز الحضارة السبئية في اليمن، ولازم الحضارة اليمنية حتى لحظات الانهيار، لا تزال حتى الآن بعض معالمه مشهودة،
وفي عهد فخامة الرئيس/علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية وبدعم سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ الراحل/ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بدأت الإجراءات العملية لإعادة بناء سد مأرب العظيم ففي 12 يوليو عام 1984م وقعت في صنعاء اتفاقية بين حكومتنا وشركة (دوغوش التركية) لبناء وتنفيذ مشروع السد الجديد في مأرب بتكلفة 90مليون دولار أمريكي على نفقة دولة الإمارات العربية الشقيقة.
وفي الثاني من أكتوبر قام فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوضع حجر الأساس لبناء سد مأرب الجديد وفي يوم تاريخي هو يوم الأحد 21 ديسمبر1986 تم افتتاح سد مأرب الجديد وتدشينه، وتجسدت أهمية السد في تطوير وإنعاش المناطق الشرقية لليمن زراعيا وتنمويا حيث أصبح حاجزا هائلا للأمطار
وسد آخر أقدم منه وهو سد الجفينة بـ8 كيلومترات جنوب غرب مركز المحافظة، يعود تاريخه إلى العصر السبئي الأول.






· مدينة مأرب القديمة:

تقع في السهل السبئي على مشارف صحراء اليمن الشرقية أقدم المواقع الأثرية تقع مدينة مأرب القديمة إلى الجنوب من مدينة مأرب الجديدة، وكانت تشتمل على سور محيط بها يحتوى في داخله منشآتها المختلفة مثل المعابد، الأسواق ، المنازل السكنية ولكن مع تغيرات الزمن تهدمت العديد من المنازل ولم يبقى إلى ألان إلا القليل من المنازل.

· مسجد سليمان:-

ارتبطت تسميته بالنبي سليمان الذي زارته الملكة بلقيس في ( أورشليم ) ،وهذا المسجد قد اندثر معظم سقفه وبعض أجزائه خاصة الغربية ، ولم يعد يستخدم للغرض الذي أنشئ من أجله.

· شبكة قنوات الري ( الجنتان ):-

التي تقدر مساحتها بأكثر من اثنين وسبعين كم مربع ، تبدأ شبكة الري بالقناة الرئيسية الخارجة من السد ثم يليها مقسمات المياه الفرعية ، وقد كانت شبكة الري بكاملها مبنية بهيئة جدار تجري المياه في سطحه الذي شكل بهيئة مجرى ،وتصل إلى المقسم الذي بني بشكل اسطواني يقوم بتفريع المياه إلى ثلاثة اتجاهات، ولكن استكمال لمكرمة صاحب السمو الشيخ الراحل / زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أصدر توجيهاته إلى صندوق أبو ظبي للتنمية لتمويل مشروع تنفيذ القنوات الرئيسية والفرعية إضافة إلى إنشاء خطوط ازفلتية على طول القنوات لحماية القنوات ومع استكمال ونهاية تنفيذ هذه القنوات سوف ترتفع مساحة الأراضي المروية من مياه السد ، بالإضافة إلى تغذية المياه الجوفية التي يعتمد عليها مزارعو المنطقة إلى جانب السد في ري مزروعاتهم

· معبد عرش بلقيس ( برآن ):-

يقع هذا المعبد إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب القديمة، ويبعد عنها نحو ( 4 كم )، وإلى الشمال الغربي من محرم بلقيس على بعد ( 1 كم)
ومكانته تكمن في أنه يلي معبد أوام من حيث الأهمية، وهو أحد أهم معابد مملكة سبأ التي بنيت للإله ( المقه ) في مأرب، ويعرف بأعمدته الشاهقة التي لا زالت قائمة تشهد على عظمة وقوة السبئيين.
ومن أهم مكونات المعبد :
1- الهـيـكـل : وهـو عـلـى شـكل منصـة مستطيلـة الشكل، وترتفع عن أرضية الفناء بمقدار ثلاثة أمتار ، ومبنية من الحجر الجيري ويظهر البناء من الخارج متدرجاً، ويتم الصعود إلى هذه المنصة عن طريق سلم حجري عريض ويوجد في الأعلى " قدس الأقداس" لستة أعمدة (الباقي خمسه والسادس مكسور حاليا) ذات التيجان المزخرفة بالمكعبات البالغ وزن العمود الواحد منها 17 طن و350كم وطوله 12 متر وأبعاد سمكه 80 سم ، 60 سم ، ومتوسط المسافة بين كل عمودين 63 سم ،وتيجان هذه الأعمدة مزخرفة بحليات معمارية على شكل ـ إفريز مسنن ـ ويبلغ ارتفاع تاج العمود من أصل العمود نفسه 78 سم ، وعلى قمة العمود يوجد لسان حجري بارز من أصل العمود.

2- الأروقة: ومن مميزات العمارة الدينية السبئية أن الهيكل محاط بأروقة حول المنصة ، ومن الوسط يوجد بناء مستطيل بداخله بلاطة حجرية مستطيلة وملساء في مؤخرتها حفرتان دائريتان يبلغ قطر كل منها 20 سم بعمق مقداره 3 سم ،وهما مناظرتان لحفرتين في مقدمة البلاطة الحجرية وهي عبارة عن قواعد لوضع تمثال حيواني من البرونز رمزاً للإله الذي بني له المعبد ، كما توجد أسفل المنصة غرفة تقع على طول المحور الأوسط للبوابة تستخدم للدفن . أما الواجهة الداخلية المطلة على الفناء زخرفت بألواح رخامية، وقد استخدمت الألواح الرخامية في تغطية الجدار المبني من الداخل بحجر بركاني أسود ، وهي مزخرفة برسومات الوعول والأشكال الهندسية في الأعلى والجوانب ، وقد ترك باقي أسفل اللوح دون زخرفة ، والمرجح أن هذه الألواح كانت تستخدم كمساند ظهر عند جلوس المتعبدين على المصاطب في الرواق ، وعلى طول الرواق تمد مصاطب من الرخام الأبيض المائل للخضرة تستخدم للجلوس.

3 - البـئـر: تقع في الجهة الشمالية الشرقيـة داخل الفناء لأهمية شعائر الاغتسال والتطهر التي كانت تتم في المعبد ، والجزء الظاهر من بنائها على مستوى سطح الأرض مستطيل الشكل بني بحجارة جيرية مشذبـة منها حجر واحد بنفس طراز البناء على شكل حوض له حواف مرتفعة عن مستوى ظهر الحجر ، وقد نحتت فتحت البئر في وسط هذا الحجر على شكل مربع ،
ومن الضلع الجنوبي من الحوض بني ميزاب على شكل رأس ثور حفرت في ظهره قناة ، صغيرة تصب في حوض آخر أسفل الحوض العلوي مكون من حجر واحد كما بني في ضلعه الجنوبي ميزاب على شكل رأس ثور يشبه ميزاب الحوض العلوي حفرت على ظهره قناة تشبه القناة الموجودة في الحوض العلوي، ويصب هذا الميزاب في حوض ثالث أسفل الحوض الثاني موضوع على أرضية الفناء مباشرة ، وهو مقطوع من حجر واحد مستطيل الشكل، كما توجد فتحة دائرية في الضلع الغربي للحوض يمر من خلالها الماء ويصب في أرضية الفناء إلى خارج المعبد أما الجهة الداخلية للبئر فقد بنيت بحجارة جيرية مشذبة ومصقولة بشكل ناعم جداً وموضوعة فوق بعضها دون استخدام أي رابط.

· معبد محرم بلقيس ( أوام ):-

يقع المعبد جنوب مدينة مأرب القديمة بمسافة4 كم على الضفة الجنوبية لوادي أذنه.
و كان المعبد الرئيسي للإله ( المقه ) إله الدولة السبئية ، وكان يحتل مكانة متميزة بين بقية معابد هذا الإله سواءً المشيدة في مأرب وضواحيها أو تلك المشيدة في أنحاء اليمن ،فقد كان هذا المعبد هو بمثابة المعبد القومي للإله ( المقه ) الإله الرسمي للدولة السبئية، وكان رمزاً للسلطة الدينية في سبأ، وهو المكان المقدس الذي يتم فيه تلقي أوامر وتعليمات الإله إذ كانت الشعوب والقبائل المنطوية تحت اتحاد قبائل مملكة سبأ ملزمة بتقديم القرابين والنذور للإله( المقه ) ، سيد معبد ( أوام ) كتعبير عن خضوعها لولاية الدولة السبئية عليها قرابينهم ونذورهم للإله ) المقه ) وكإيفاء لنذر سابق أو لغرض الحصول على طلبات تمس مختلف نواحي حياتهم مثل وفـرة المحصول وكثرة الولد والصحة والعافية والسلامة ، والانتصار على الأعداء ، وكان الحج السنوي يقام في شهر ( أبهي ) ، كما كان هناك أيضاً طقس حج آخر هو الحج الفردي ، وهو الذي يتوجه فيه عباد الإله ( المقه ) إلى معبد ( أوام ) لأداء طقس الحج المقدس ، وهو طقس تختلف شعائره ومناسكه الدينية عن طقس الحج الجماعي ، وكان يقام هذا الطقس في شهر ( ذهوبس).ويعود تاريخ بنائه على أقل تقدير إلى عهد المكرب السبئي" يدع إل ذرح بن سمه علي " الذي حكم في القرن الثامن قبل الميلاد ويتكون المعبد من سور بيضاوي الشكل والمدخل الرئيسي للمعبد في الجهة الشمالية الشرقية ، يتقدمه صف من ثمانية أعمدة حجرية يبلغ ارتفاعها بين ( 4.65 - 5.30 م ) شكلت فيما بينها وبين الجدار ساحة مستطيلة الشكل ثم يأتي بعد ذلك ساحة أخرى في مبني المعبد يليها ساحة كبيرة مكشوفة تحيط بها أربعة أروقة تقوم أسقفها الحجرية على أعمدة حجرية
وبكل أسف وندم فقد تعرض المعبد للسلب والنهب بصورة مستمرة منذ أن هجر في بداية القرن الخامس الميلادي ، وقد كانت به العديد من التماثيل المصنوعة من البرونز كما أن معظم جـدرانه الداخلية كانت مغطاة بصفائح برونزية ربما كانت عليها كتابات وزخارف متنوعة لم يبق من أثرها سوى بقايا المسامير المصنوعة من البرونز التي كانت مثبتة بها في الجدران.كما كان بالمعبد نقوشا بمثابة أرشيفاً متكاملاً للكثير من الحوادث التاريخية منذ القرن الثامن قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي تقريباً.

· معبد أوعال صرواح ( معبد المقه ) بمدينة صرواح :-

تعتبر صرواح من المدن التاريخية الهامة في اليمن والتي نشأت وازدهرت إبان الحضارة السبئية ، وتقع إلى الغرب من مركز محافظة مأرب بمسافة 37 كيلومترا وعن صنعاء 120 كيلومترا.
وقد أقيمت على تلة صخرية محاطة بسور كبير مازالت بعض أجزائه الضخمة باقية إلى اليوم، وأول ما يلفت نظر القادمين من مأرب باتجاه المدينة القديمة في صرواح هو منظر السور شبه البيضاوي لمعبد المقه.. الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 8 أمتار، وهناك عدد من المعالم المعمارية موزعة في أرجاء المدينة،
لكن معبد المقه يعتبر أشهر معالم هذه المدينة السبئية، ومازال في حالة أفضل مقارنة بالمعابد الأخرى المنتشرة في عواصم الممالك اليمنية القديمة.

· معبد المقه ونقش النصر :-
تشير النقوش الموجودة على الوجه الخارجي للسور البيضاوي للمعبد إلى أن المعبد بني في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، وبانيه هو الحاكم السبئي « يدع إل ذرح » ،و يوجد في الجهة الغربية مدخلان للمعبد لهما أعمدة وفناء مرصوف يؤديان إلى المعبد.كما يوجد في المجال الداخلي للمعبد المرصوف بالحجارة مرافق للمآذن المقدسة، وطقوس العبادة مازالت بحالة جيدة، وتضم مجالس وطاولات حجرية ومذابح وقواعد للنذور
وفي وسط معبد المقه يوجد النقش الحجري المشهور والمعروف بـ «نقش النصر» ، والذي يعود للملك السبئي كرب إيل وتر.. وقد كتب على جانبي صخرتين موضوعتين الواحدة فوق الأخرى، وطول كل منهما 8.6 متر وتزنان حوالي 5.2 طناً ، ويتحدث النص في احد الجانبين عن طقوس القرابين المقدمة وصيانة مرافق استغلال المياه بمأرب.. وعلى الجانب الآخر وصف للغزوات الحربية التي نفذها الملك السبئي كرب إيل وتر لتوحيد القبائل اليمنية.
وفي عام 2001م أصبحت مدينة صرواح القديمة والسهل المحيط بها من ضمن المشاريع الهامة التي ينفذها المعهد الألماني للآثار لاستكشاف معالم الحضارة اليمنية القديمة والوقوف على أسرارها.فقد نفذ المعهد الألماني للآثار - فرع صنعاء - مشروعاً للآثار والتنمية السياحية في مدينة صرواح والسهل المحيط بها،ومن أهم مكونات هذا المشروع إعادة ترميم معبد المقه وتهيئته ليصبح مزاراً سياحياً، وعمل دراسة شاملة لكل الإنشاءات القديمة في سهل صرواح ،
وقد قارب العمل في الموقع على الانتهاء وأصبح معبد المقه مهيأً لاستقبال الزوار من عشاق الحضارة والتاريخ المتعطشين لمعرفة تلك الشواهد الأثرية التي مازالت قائمة حتى اليوم في جنوب الجزيرة العربية ارض المهد ومصدر الهجرات القديمة «العربية السعيدة».وعن النتائج التي توصل إليها المشروع خلال نشاطه البحثي والأثري في المدينة القديمة والسهل المحيط بها.. فقد كشفت الحفريات التي أجريت في الجهة الشمالية والغربية لمعبد المقه وجود سور قديم بني بموازاة السور البيضاوي ،و يعتقد بأنه خصص للمساعدة في بناء السور الخارجي للمعبد، كما أظهرت الحفريات بداخل المعبد مرافق نظام تصريف المياه، وكسر لنقوش يرجع تاريخها إلى مراحل زمنية مختلفة تؤكد طول فترة استخدام المعبد التي امتدت حتى القرون الأولى بعد الميلاد.
كما أظهرت الحفريات في داخل حدود المدينة إلى اكتشاف ثمانية مبانٍ كبيرة خمسة منها تعتبر معابد، أما المباني الثلاثة فواحد منها يعتقد بأنه مبنى إداري يرجع تاريخه إلى القرن الأول الميلادي، ويقع في شمال المدينة، ولم يتبق منه سوى منصة ضخمة، يصل ارتفاعها إلى مترين مبنية من الأحجار الجيرية المشذبة بعناية فائقة.
كما تم اكتشاف قصر ربما كان يستخدم كمقر للحاكم السبئي، ويرجع تاريخه إلى نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، ويتكون من منصة وساحة أمامية محاطة برواق، كذلك أظهرت الحفريات التي نفذت أمام سور المدينة، وجود مقبرة سبئية في الجهة الجنوبية خارج السور وتشبه إلى حد ما مقابر « أوام » بمدينة مأرب، وبالنسبة للنقوش التي وجدت خلال الحفريات التي أجريت بداخل المدينة فقد تم اكتشاف حوالي 30 نقشاً في داخل المعبد.
أما الشق الثاني من المشروع الذي ينفذه المعهد الألماني للآثار إلى جانب الأبحاث والحفريات الأثرية في صرواح.. فيتعلق بالجوانب التنموية والثقافية في صرواح لاستغلال المواقع الأثرية في المجال السياحي.،فقد قام المعهد بدأ منذ عام 2002م في تنفيذ مثل هذه الأعمال التنموية بالاشتراك مع المؤسسة الألمانية للتعاون الفني (GTZ)،وتشمل فتح المدينة السبئية القديمة أمام السياحة ، وقد تم انجاز معظم الأعمال المتعلقة بترميم معبد المقه، وأصبح شبه مهيأ لاستغلاله سياحياً..

ومأرب اليوم تشهد تطورا ملحوظا، أقيم على واديها سد جديد يسقي مساحة زراعية واسعة، وأسفل الوادي في صافر أقيمت منشأة لاستخراج النفط وتشهد مدن مأرب التاريخية مزيدا من التطورات الزراعية وتوجد بها خدمات سياحية متميزة.

رسالة مقدمة لسيادة الأخ العزيز ورفيق الدرب / عودي القات


وصلتني هذه الرسالة على بريدي الالكتروني من احد الأصدقاء ولكن لم أعرف ولم يعرف هو من كتبها وإنما أرسلها له احد أصدقائه ولكنني عندما قراءتها وجدتها رسالة تستحق النشر وتستحق منك أخي القارئ أن تعطيها القليل من وقتك لقراءتها واعدك بأنك ستقرئها أكثر من مرة وأنت في أتم الراحة والسرور وأرجو أن تعطي مفعولها هذه الرسالة ليس فقط من جانب الفكاهة بل من جانب التوعية لمكافحة هذه الآفة التي أساءت لليمن قبل أن تهدر وتدمر طاقة وقدرات أبناء هذا الوطن الحبيب أتتركك الآن أخي القارئ تبحر في رحاب وزوايا هذه الرسالة:-

عزيزي عودي القات المحترم
بعد التحية،،
أتمنى أن تصلك رسالتي وأنت في أتم الطعم "الحالي" متمنياً لك موفور الكمية ورخص السعر وقلة البودرة.أما بعد،، فلتعلم يا رفيق الكسل والإرهاق أنني ترددت كثيراً قبل أن تجبرني محبتي لك على مراسلتك، فلقد فكرت كثيراً بردة فعلك وما ستكون عليه حالنا إن أغضبك مضمون رسالتي وقررت -لا سمح الله- أننا أناس لا نستحق صحبتك ولا نرقى إلى مجالستك والتلذذ بك ومسامرتك.لكن كيف لي أن اسكت.. فما تتناقله الألسن عنك من كلامٍ عارٍ عن الصحة، وما يقال عنك من محض افتراء أشعرني بالألم وأثقلني بالهم فأنت لست سوى نبتة لا تقوى على رد الباطل ولا تقدر على قطع الألسنة النجسة التي تلصق بك الاتهامات دون وجه حق.لذلك أبلغك وكلي خجل أنني التقيت بزميلٍ لي في العمل ورأيته يجر خطواته بصعوبة وتظهر عليه ملامح الإعياء والهزال الشديد، فسألته عما أصابه فلعنك لعناً يقشعر له البدن راداً نحله وهزاله عليك!! مدعياً أنك تسبب له فقداناً للشهية!! وأنه بسببك لا يجد في نفسه الرغبة لتناول لقمة خبز بعد "الذبلة" ولا تتحمل معدته سوى كوب الشاي المفور!!! وبعد نقاش طويل قلت له:- يا أخي ان كانت شهيتك مفقودة لأسباب الحياة الكثيرة فلا ترمي اللوم على هذه النبتة المسكينة، فهاج وماج وشتمني وشتمك وعز علي أن يشتمك فافترقنا متزاعلين.وليتني يا -صديق حالي- لم التقِ بصديقي الآخر الذي أفزعني عند رؤيته بذلك اللون الأحمر الذي حل محل بياض العين فسألته بتعجب "من متى قدك احمر عين!!" فأجابني بخمول -أشعرني أنا أيضا بخمول- وبكلمات لم أفهم نصفها بسبب تثاؤبه في نفس الوقت وقال لي:-"الله يلعن القات، يا أخي ساهر كل يوم حتى الفجر بسببه" فاندهشت من جرأته على لعنك وأنت حبيبنا!! أيشتمك وأنت من أنت!!! أيشتمك وهو لم يفق بعد من غيبوبتك!!! وبعد نقاش حاد قلت له "يا أخي اذا أنت عندك هموم بتسهرك للفجر ما دخل القات" فهاج وماج وشتمني وشتمك وعز علي أن يشتمك فافترقنا متزاعلين.ولم تسلم أيها الحبيب من شكوى قريب لي أخذ يشكي ويبكي من أنك استحوذت على جل اهتمامه وكل وقته منذ أن يفتح عينيه إلى أن ينام. حيث يبدأ صباحاً بمشاورة نفسه "بالتخزين" إلى أن يقنعها -بأسباب واهية عادة- ،مروراً بابتكار الحيل لخروجه من عمله مبكراً ليشتري القات، ويتبع ذلك قضاؤه لأربع ساعات في إهدار وقته والتشعب في كل مواضيع الدنيا بكلامٍ يعرف المخزنين جميعاً أنه لا يعدو كونه ترهات وأننا نخرف بما لا نعرف و(نفشفش) ونفتي بكل شي، إلى أن يذبل ويسلم نفسه للتوهان والسرحان والانزواء والانعزال عن الدنيا والابتعاد عن زوجته وأبنائه لأنه "ضابح" أو "بعد قات" لا يريد أن يسمع كلاماً من أحد ولا يريد أن ينطق بكلمة لأحد.
وبعد شد وجذب ونقاش عقيم قلت له:- يا أخي اذا أنت في أسرة مفككة والروابط الأسرية بينكم مقطوعة فما ذنب هذه النبتة الطاهرة!! فهاج وماج وشتمني وشتمك وعز علي أن يشتمك فافترقنا متزاعلين.وأثناء التخزينة،، تخيل -يا أغلى الغوالي - ونحن نمضغ أوراقك الخضراء بدأ أحد "المبحشمين بحشامة أبو أسد" بالتذمر والشكوى -وهو لا يكاد يقوى على الكلام بنبرة واضحة لامتلاء فمه بوريقاتك- من كثرة الديون وعدم قدرته على تلبية طلبات زوجته وأولاده ومصروفهم ومصروف بيته قائلاً بالحرف الواحد "لا ألحقه الله خير-يقصدك أنت-،، يا خبرة ما كلفنا الله نصرف الفلوس هذه كلها على الخزانة" ورد آخر وهو يمسك بعودي بلدي يتأملك بتلذذ ويمضغ ما قد ملأ بك فمه من وريقاتك (متللاً):-"ميزانية مييييييزاااانية،،الله يقنعنا منه" وهنا ثارت ثائرتي وقلت "يا أخوان اذا أنتو مش قادرين ترتبوا ميزانيتكم فما دخل هذه النبتة التي لا حول لها ولا قوة" فهاجوا وماجوا وشتموني وشتموك وعز علي أن يشتموك فانسحبت حزيناً على المساس بعرضك. وهنا اتخذت قراري،، سأراسلك ،، نعم سأكتب لك لتتخذ موقفاً من هؤلاء ناكري الجميل وبائعي المعروف فلا يعقل أن (يجلسوا في حضنك وينتفوا ذقنك) فهم لم يقولوا هذا الكلام الكبير أصلاً إلا وهم متشجعون بنشوة خدارتك ولم يقوى أحدهم على التهجم عليك إلا وقد لعبت أوراقك بأدمغتهم وأوهمهم تأثيرك السحري أن لديهم الرجولة الكافية التي تسمح لهم بمهاجمتك لا بل وبمقاطعتك كما تمنى بعض -المتهورين-.أرجوك أن تقرص آذاننا جميعاً وتنقطع عنا ولو لأيام معدودات لنرى هل ستصلح أحوالنا أم لا،، هل سنصبح بشرا بدونك أم سنبقى........ هل ستعود لنا العافية والصحة!! هل سنتعشى!!!! هل سنضحك ليلاً مع أسرنا!! هل سننسى السهر!! ابتعد عنا لنرى ما سيحل بنا فنحن رغم خطأنا بحق أنفسنا وبحقك أنت نلقي اللوم عليك.لا ذنب لك يا عزيزي.. نحن المذنبون،، نحن من أكرمنا الله بالعقل كي نستخدمه ولم نستخدمه،، فنحن من نزرعك بأيدينا ونحن من يسقيك بأيدينا ونحن من نشتريك بأيدينا ونغسلك بأيدينا ونقطفك بأيدينا ونخزنك بأيدينا و"نحتس" أفواهنا بأوراقك بأيدينا لا ألحقنا الله خير!!نعم لا ذنب لك سوى أن قدرك أن تظهر في هذه البلاد التعيسة أما نحن فذنبنا أكبر بكثير فلقد بلينا أنفسنا بك وربطنا كل تفاصيل حياتنا بعجلتك أنت فنسيرها كما تسيرها أنت وأصبحت الآمر الناهي والحاكم بأمر الغباء.أصارحك بأنني من الذين يتمنون زوالك ولكني لا أجهر بذلك كي لا يقال عني عديم الإرادة وأصارحك باني لا أحبك ويشهد على إحساسي هذا وريقاتك التي أمضغها في فمي الآن.
المخلص لك:- مبحشم لا يحبك
شكرا لأنكم تبتسمون

حال خريجي الثانوية


انتهى شبح الدراسة او بالأصح شبح الثانوية، وأصبح البعض في الملاعب والمعاهد والبعض الآخر في الشوارع هذا هو حال خريجي الثانوية العامة يضن انه انتهى من كابوس وعناء الدراسة لمدة 12 سنة، يضن انه وصل الى المستقبل ، بالعكس لقد حقق انجاز وتقدم في عمر حياته فقط .
خريج ثانوية بمجرد تخرجه يعمل على الضغط على زر حذف البيانات ويقوم بحذف كل البيانات والمعلومات التي حصدها خلال الاثنى عشر سنة الماضية بل خلال السنة الأخيرة فقط.
خريج ثانوية تم حشوه بما هو مكتوب على منهجه الدراسي، المنهج الذي يحتاج الى إعادة النظر فيما احتواه، منهج يخلوا من مواضيع تنبذ التطرف والعنف والإرهاب وتعزز قيم الدين الحنيف، منهج يخلوا عن مواضيع حول الديمقراطية وحقوق الإنسان ،منهج يحتوي على قصص ومواضيع بأقلام كتاب واكاديميين أغلبهم عرب وأجانب فأين القلم اليمني؟!
منهج خالي عن المواضيع التي تعزز الولاء للوطن والهوية الوطنية ، منهج محشو ومكثف بمواضيع ليس لها أي أهمية ، منهج ما ان يقلب الطالب أوراقه حتى يعلن تعقده من هذا المنهج
لا ادري لماذا حالنا بهذا الشكل نحن في اليمن رغم كثرة الأقلام والكتاب الذي تناولوا هذا الموضوع أملا في لفت نظر وزارة التربية بإعادة النظر في المناهج لكن للأسف لا توجد أذن تصغي لما يقال ويكتب ليس هذا فقط بل تأتي المشكلة التي تعتبر لب موضوعي هذا وهي المشكلة والعناء الأكبر الذي يعاني منه خريجي الثانوية إنها مشكلة التو هان وعدم القدرة على تحديد التخصص الجامعي وأنا لم اكتب هذا الموضوع إلا لأني أعيش هذه المشكلة الى الآن رغم اني بحثت كثيرا في الكتب والمجلات وتصفحت شبكة الانترنت لكن للأسف لم أجد من يمسك على يدي ويدلني على التخصص المناسب لكن للأسف أثناء بحثي وجدت مقالات وكتابات ودراسات تكتب عن المشكلة ووجدت على شبكة الانترنت كذلك اختبارات تحديد التخصص المناسب ولكن للأسف أسعارها تتراوح بين 50$ - 100$ ليست التكلفة أصعب فقط بل الاختبارات كذلك باللغة الانجليزية والسبب أن هذه الاختبارات موضوعة من قبل أكاديميين أجانب وفي مواقع أجنبية ، وتمنيت لو أنني وجدت على الأقل اختبار باللغة العربية أو حتى اختبار قام بإعداده باحث عربي تمنيت لو أن تكون هناك مراكز ومنظمات وجمعيات مختصة بالإرشاد بهذا الجانب وتقوم بعمل مثل هذه الاختبارات ، تمنيت لو ان هناك امتحان تحديد تخصص يتم توزيعه على طلاب الثانوية حتى يستطيعوا تحديد التخصص المناسب حسب الميول والمهارات والقدرات.
فالملاحظ أننا نحدد التخصص حسب المجموع الدراسي أو حسب رغبات الأهل والأصدقاء فالطالب الحاصل على 90% وما فوق يجب عليه دراسة الطب او الهندسة والعكس للطالب الضعيف والبعض يحدد تخصصه حسب رغبة والديه واهله وأصدقائه أو حسب التخصصات التي يتوقع انه سيحصد مال كثير اذا تخصص فيها وهذا أخطاء جسيمة يقع فيها كل خريج ولا يدرك أخطارها إلا بعد أن قضى سنين من عمره في تخصص لم يناسبه تخصص أصبح يشكل عبء عليه وبدلا من الإبداع والتميز فيه نرى الفشل وكره إكمال الدراسة في هذا التخصص هذا هو حالنا الذي لا يعلم به إلا الأشخاص اللذين يعانون مثلي ، فلو وجدت هناك مراكز وجمعيات ومنظمات متخصصة يديرها أكاديميين ومختصين بالبحوث وعلوم النفس تقوم بعمل وتقديم اختبارات تحديد التخصص للطلاب وتقديم الاستشارات الأكاديمية للطلاب أراهن بان كل طالب سيكون بإمكانه معرفة التخصص المناسب له حسب ميوله وقدراته ومهاراته ومن خلاله سيستطيع الإبداع وصنع الجديد والتميز وتحقيق نتائج مشرفة له ولوطنه وليس حسب المعدل ورغبات الوالدين والأصدقاء. هذا ما أردت أن اكتبه فالمشكلة هي التي دفعتني للكتابة وهذا رأيي في هذه المشكلة وكتبت الموضوع بكل صراحة وشفافية دون الميول لأحد أو الإساءة لأحد إنما كحق من حقوق كل خريجي الثانوية في عرض المشاكل والمعانات التي يعانوا منها
وأنا على استعداد استقبال تام لكل الآراء والملاحظات أو الإضافات على بريدي الالكتروني وأخيرا إن أصبت فمن الله وان أخطئت فمن الشيطان.

الازدحام يسبب التهابات المفاصل

حذر باحثون من أن الأشخاص الذين يتعرضون للتلوث الناتج عن الازدحامات المرورية هم أكثر عرضه للاصابه بالتهابات المفاصل أكثر من غيرهم وذكر موقع هلث داي نيوز إن الباحثين حللوا المعلومات الواردة في سجلات حوالي 90 ألف أمراه شاركن في الدراسة وقاموا بقياس المسافة التي تفصل منازلهن عن اقرب طريق رئيسي حيث تبين أن المرأة التي تعيش على بعد 50 مترا من طريق رئيسي اوشبكه طرق رئيسيه يزداد خطر إصابتها بالتهابات المفاصل بنسبه 31 % مقارنه بالمرأة التي تقيم على بعد 200 مترا من هذه الأماكن، كما تبين أن هذا الخطر يزداد بنسبه 63 % لدا المرأة التي تعيش على بعد50مترا من اكبر الطرق السريعة وفي هذا السياق قال جايمي هارت من مختبرات تشاننغ في مستشفى جامعه برايغام للنساء الذي شارك في إعداد الدراسة انه بعد الوضع في الاعتبار عوامل مثل العمر والجنس والحالتين ألاقتصاديه والاجتماعية وعادات مثل التدخين تبين أن النساء اللواتي يقمن قرب الطرق المزدحمة هن أكثر عرضه للاصابه بالتهاب المفاصل وبحسب الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجله الصحة البيئية يعتقد خبرا صحيون أن العوامل الجينية تؤدي للاصابه بالتهاب المفاصل بنسبه تقل عن 50% في حين أن العوامل البيئية مثل تلوث الهواء أو اكتساب عادات غير صحية مثل التدخين يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالمرض.

الاثنين، يونيو 15، 2009

القبــيــلة في مــيــزان الحــضـــارة

قال تعالى (ياأيها الناس إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
صدق الله العظيم
بهذا المنطق العذب المعجز جاء البيان إلى الإنسانية يستغرق وبكلمات معدودة كل تفاصيل الحياة مع التركيز الشديد والملفت لمقصد مهم ألا وهو التعارف والتعايش كفاية مع غايات الوجود الإنساني.
ولن يفوتني هنا دلالة المصطلح اللغوي لكل من (شعوب وقبائل) في سلسة التجمعات البشرية .
فالقبيلة هي وحدة بناء الشعوب ومفردة أساسية, لعبت دوراً بارزاً وحيوياً في بناء المجتمعات البشرية قديماً وأحدثت تحولات كبيرة في مجرى التاريخ للأمم ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه وبقوة ما الذي وضعته القبيلة للمجتمع اليمني ؟ وماعلاقه العرف القبلي بحياة الناس ؟ لماذا تقف القبيلة في طرف المعادلة مع النظام رهن أي صراع وإلى متى ؟ انا اعتقد أن هناك فجوة واسعه في النظام وسيادة القانون وهي تتفاقم باستمرار ويحاول العُرف الاجتماعي والقبلي أن يشغل حيزاً واسعاً من هذه الفجوة وبتطور المجتمع تتطور الجريمه والاختلالات تناغماً مع إيقاعات عولمة الفوضى ألمشاركه فهل تستطيع قبائل( عبيدة,ادهم,مراد,جهم ,وبقية قبائل مارب ) تحمل مسئولياتها التاريخية في إرساء دعائم الوحدة والأمن والبناء والاستقرار والتعايش والحب والتعدي لدعوات الانفصال والتخلص من هاجس الثأر والقتل والخوف ويا أبناء مارب يجب أن تكون قوتنا في وحدتنا والوطن مسئوليتنا جميعاً
وأنه من المؤسف أن يتحول قلة ضعيفة من مجتمع مارب إلى كابوس مرعب للخوف والتقطع والرهبة والارتداد الحضاري لاسيما وأن هذا الإنسان الماربي العظيم هو نفسه وعلى ذلك التراب بعينه , كان يوماً ما عنواناً عريضاً على واجهت التاريخ الحضارة السبأية شغلت الانبياء والمؤرخين وعفاريت الجن والأنس واستحقت الخلود مرتين مرة على التراب حضارة ومرة على الكتاب سوره ( لقد كان لسباءً في مسكنهم أية جنتان ) .
تـــــــــــــــرى هـــــــل سـمـــعــــــت؟


ًبقلم / وليد محمد حسين بارع
رئيس جمعية أجيال مارب
الاجتماعية الثقافية التنموية
ajeal-mareb@totmail.com

برنامج " أكسـس " لتعليــم اللغـة الانجليزيــة

فرصــة لا تعوض
برنامج " أكسـس " لتعليــم اللغـة الانجليزيــة
ثلاثمائة وخمسون منحة لدراسة اللغة الانجليزية لمدة عامين في أرقى المعاهد المعتمدة دوليا في معهد امديست

تمول وزارة الخارجية الأمريكية هذه المنح للطلاب المتفوقين والذين تتراوح أعمارهم ما بين 14-18 سنه والذين هم بحاجة ماسة للدراسة مع عدم توافر الإمكانيات المادية.
ملاحظة / أخر موعد لتسليم الاستمارة: الأربعاء، 15/7/2009م بمقر المعهد في العاصمة صنعاء – شارع الجزائر خلف السفارة التونسية – تلفاكس: (400280-01).

منحة برنامج "زمالة ريجان- فيسال للديمقراطية" المقدمة من مؤسسة الصندوق الوطني للديمقراطية.

تعلن المنحة الوطنية للديمقراطية عن رغبتها في استقبال طلبات الترشح للحصول على منحة لبرنامج "زمالة ريجان- فاسيل للديمقراطية". تأسس هذا البرنامج سنة 2001 من أجل تمكين نشطاء في المجال الديمقراطي وباحثين وصحفيين من مختلف بلدان العالم، من تعميق فهمهم للديمقراطية، وتدعيم قدراتهم على تشجيع المسار الديمقراطي. والبرنامج جزء من برامج المنتدى الدولي لدراسات الديمقراطية التابع للمنحة الوطنية للديمقراطية.

البرنامج: يقدم البرنامج مسارين : الأول موجه للنشطاء الديمقراطيين مدته بين ثلاثة وخمسة أشهر ويهدف إلى تحسين الاستراتيجيات والتقنيات اللازمة لعملية بناء الديمقراطية، والثاني موجه للباحثين والعلماء مدته بين خمسة وعشرة أشهر يتيح للمشارك القيام بمشروع بحث بهدف النشر. يمكن للنشطاء أن يكونوا محامين أوقانونيين أوصحفيين وغيرهم من نشطاء المجتمع المدني. أما الباحثون فيمكن أن يكونوا أساتذة أومحللين سياسيين أومؤلفين. ويمكن التركيز من خلال مشاريع البحوث على الجوانب السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والقانونية، والثقافية لعملية البناء الديمقراطي كما يمكن أن تتضمن عرضا للمنهجيات والمقاربات النظرية المتعلقة بالموضوع.

شروط التأهل: يهدف برنامج الزمالة أساسا إلى دعم النشطاء والباحثين من البلدان حديثة العهد بالديمقراطية أوالتي تتطلع إلى تحقيق الديمقراطية. غير أن الباحثين والعلماء من الولايات المتحدة وغيرها من البلدان ذات النظم الديمقراطية يمكن أن يتقدموا بطلبات الترشح أيضا. بالنسبة للنشطاء يجب أن يكون لديهم تجربة مهنية عالية في مجال العمل الديمقراطي. أما الباحثون والعلماء فينبغي أن يكونوا من حملة شهادة الدكتوراه أوما يعادلها عند تقديم الطلب. تجدر الإشارة إلى أن البرنامج لم يصمم كوسيلة لتغطية مصاريف التكوين المهني أو لمساعدة الطلبة الذين هم في طريق الحصول على شهادة دراسية. يشترط أيضا في المرشحين إتقان اللغة الإنكليزية كلغة للعمل كتابة وتحدثا.

الدعم: تبدأ سنة الزمالة الدراسية من أول تشرين الثاني (أكتوبر) وتنتهي بنهاية شهر تموز (يوليو) مع وجود فرصتين رئيستين للالتحاق في شهري تشرين الثاني وآذار (مارس). يحصل الزملاء على مخصص شهري بالإضافة إلى تأمين صحي وبدل تكاليف السفر كما يمكنهم الحصول على مساعدة في أبحاثهم من مركز المصادر التابع لمنتدى الديمقراطية وبرنامج الباحثين المتدربين التابع لبرنامج ريجان- فاسيل.

استمارة الطلب: للحصول على تفاصيل إضافية يرجى زيارة موقعنا الإلكتروني:
www.ned.org
ولمزيد من الإرشادات حول تقديم الطلبات يرجى تنزيل أحدث المعلومات واستمارة الطلب من موقعنا على العنوان التالي: www.ned.org/forum/R-FApplication.doc، أو زيارة الموقع الإلكتروني الرئيس للصندوق والضغط على:
www.ned.org/forum/reagan-fascell.html يجب أن تكون كل وثائق الطلبات مطبوعة باللغة الانكليزية.

آخر موعد لاستلام الطلبات: ينبغي تقديم الطلبات بالنسبة لسنة 2010–2011 قبل تاريخ 9 تشرين الثاني(نوفمبر) 2009، وستعلن نتائج المنافسة في نيسان (أبريل) 2010.
Tel: (202) 378-9700 Program Assistant, Fellowship Programs
Fax: (202) 378-9407 International Forum for Democratic Studies
Email: fellowships@ned.org National Endowment for Democracy
Internet: www.ned.org 1025 F Street, N.W., Suite 800
Washington, D.C. 20004

ظاهرة الغش في الامتحانات.

تعد مشكلة الغش في الامتحانات المدرسية من أخطر المشاكل وأكبر جانب من جوانب الفساد وأشكاله التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسعها تأثيرها على حياة الطالب والمجتمع حوله والغش حلقة من متلازمة ثلاثية معروفة تتكون من الكذب والسرقة وخيانة الأمانة ، الغش خيانة للنفس وخيانة للآخرين وهو يبدأ في الامتحانات وينتهي إلى كل مناحي الحياة فلا شك أن الغش ظاهرة خطيرة و سلوك مشين. و الغش له صور متعددة ، و أشكالا متنوعة ، ابتداء من غش الحاكم لرعيته ، و مرورا بغش الأب لأهل بيته ، و انتهاء بغش الخادم في عمله . أن العملية التعليمية وحدة مترابطة لا يمكن فصلها
أو تجزئتها وهي تعتمد أساسا على ثلاثة أركان ( المدرس والطالب والمنهج ) والقصور في أي منها يؤثر في الآخر إذا فالطالب ليس بمعزل عن العاملين الآخرين،كما أن الطلبة لا يثابون عادة على أمانتهم ولكن يثابون على اجتيازهم للامتحانات بأية صورة من الصور ،وانتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من اخطر الرذائل على المجتمع حيث يسود فيه الباطل وهو ضياع للأمانة .يعد المدرس حجر الزاوية في العملية التعليمية وبقدر كفاءته تحقق التربية أهدافها وتقوم المناهج بدور كبير في نفور بعض الطلبة من دراستهم. وظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية سلوك انحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها الأساسية وهو ركن التقويم إذ يعد الغش في الامتحانات بمثابة تزييف لنتائج التقويم مما يضعف من فاعلية النظام التعليمي ككل ويعوقه عن تحقيق أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها ويفسره البعض في إطار ( الغاية تبرر الوسيلة ) بمعنى اضطرار الفرد إلى اللجوء إليه بسبب أو لآخر ويفسره الآخرون بأنه بمثابة استجابة تجنبيه يحاول الفرد عن طريقها التخفيف من الضغط الذي يواجهه تجنبا للآثار التي تنتج عن فشله في الامتحان ويلقي البعض هذا السلوك على نمط التنشئة الاجتماعية التي تعرض لها الفرد طوال مراحل حياته بينما يلقيها البعض الآخر على النظام التعليمي المعول به فضلا عن عناصر العملية التعليمية كالمدرسين وصعوبة المنهج الدراسي أو لطبيعة الحياة المدرسية ويلقي البعض الآخر تبعه الغش إلى الطلبة أنفسهم الذي يلجئون إليه بسبب إهمالهم الدراسة. إن مدارسنا بشكل عام تعاني من سلبية عدد من الآباء في متابعة أبنائهم وترك الحبل على الغارب لإدارة المدرسة لتتحمل التربية مع التعليم والحقيقة هي إن هؤلاء الآباء لا يشعرون بالخطر الحقيقي الناجم عن سلبيتهم إلا بعد حدوث أضرار تمس الأبناء سواء كانت انحرافات سلوكية أو رسوبا دراسيا متكررا،والغريب في الأمر إن أصابع ألاتهام تشير في المقام الأول والأخير إلى إهمال المدرسة وعدم رعايتها الكاملة للأبناء وناسين دورهم المهم في التربية والرعاية والتواصل مع المؤسسة التعليمية من اجل حماية الأبناء وحماية المجتمع و حديثي سوف يكون فقط عن الغش في الامتحانات ، و الذي أصبح يشكو كثير من المدرسين و التربويين من انتشاره و فشوه . و هذا حق، فان ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب ، بل تجاوزتها إلى الثانوية و الجامعة فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إلا أن اسمه على غلافه . و كم من طالب قدم مشروعا و لا يعرف عما فيه شيئا . و بل و قد تعجب من انتكاس الفطر عند بعض الطلاب ، فيرمي من لم يغش بأنه مقعد و متخلف
وجامد الخ .. من تلك الألقاب .
و لربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعده على الغش بأنه لا يعرف معنى الأخوة
ولا التعاون . هذه الظاهرة التي أنتجها النكد واليأس الذي يعيشه كثير منا في مجالات شتى . نعم لما عاش كثير من طلابنا نكدا بين العلم و العمل ، ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في الامتحانات ، و هو قد قرأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) ، بل ربما أنه يقرأه على ورقة الأسئلة ، و لكن ذلك لا يحرك فيه ساكنا . لأنه قد استقر في ذهنه أنه لا علاقة بين العلم الذي يتعلمه و بين العمل الذي يجب أن يأتي به بعد هذا العلم . ولا أبالغ إن قلت : إن ظاهرة الغش قد تسربت حتى عند بعض المدرسين و المراقبين . وان ممارسة الطالب لسلوك الغش في الاختبارات لا يعد مظهرا من مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية وحسب بل إفسادا لعملية القياس وتلويثا لنتائج الاختبار وبالتالي عدم تحقيق أهداف التقويم في مجال التحصيل الدراسي ، وخطورة الغش في الامتحانات لا تكمن في الجوانب المدرسية فقط) بل قد يتعداها من وجهة نظرهم إلى جوانب حياتية أخرى غير هذه الجوانب المدرسية حيث إن أولئك الذين يتعودون على عمليات الغش ويمارسون هذا السلوك طوال حياتهم التعليمية يخشى أن تتكون لديهم عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياتهم العملية بعد تخرجهم .والمدرسة باختلاف مستوياتها هي المؤسسة التربوية تعني ببناء شخصيات الطلبة وتطويرها في نواحيها جميعا ،بما يجعلهم قادرين على التوافق الاجتماعي والانفعالي فضلا عن إكسابهم المعرفة .

قصة بمفهوم الفساد السياسي.

سأل طفل والده : ما معنى الفساد السياسي ؟؟؟ فأجابه : لن أخبرك يا بني لأنه صعب عليك في هذا السن ، لكن دعني أقرب لك الموضوع ...
أنا اصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسمالية... وأمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة...و انت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب ...و أخوك الصغير هو أملنا فسنطلق عليه اسم المستقبل ...أما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة فاذهب الآن يا بني وفكر عساك تصل الى نتيجة .....و في الليل لم يستطع الطفل أن ينام فنهض من نومه قلقا ولما سمع صوت أخيه الصغير يبكي قام وذهب اليه فوجده بلل حفاضته ووسخ نفسه
فذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ، وتعجب جدا أن والده ليس نائما بجوارها!! وهو يبحث عن أبيه سمع همسات وضحك في غرفة الخادمة فنظر من ثقب الباب فوجد أبوه مع الخادمة !!!
و في اليوم التالي قال الولد لأبيه : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي .. فقال الوالد : ما شاء الله عليك ... فماذا عرفت عنه ؟؟؟فقال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق
فيصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً ويصبح المستقبل غارقا في القذارة يكون الفساد السياسي ... فقال الاب : يلعن أبوك وشلون جبتها !!!

العمل التطوعي في الإسلام مآثر وفضائل

يعد العمل التطوعي في الإسلام ركيزة أساسية في بناء علاقة الفرد المسلم بأخيه المسلم أو علاقة المسلم ببيئته ،وتأتي هذه الركيزة لتسبق المفهوم الحالي للعمل التطوعي والذي يعتبر الغرب رائدا له في عصرنا الحالي.إذا إن ما حصل هو إعادة تصدير المفهوم إلينا بشكل عصري وليس إنشاء لشيء جديدلقد صار العمل الطوعي ومنظماته علماً يدرس في الجامعات والمعاهد والدورات التدريبية للمنظمات الطوعية، وقد انتشرت حوله الأدبيات وتشعبت. وكذلك ازداد الاهتمام في العقد الأخير بالمجتمع المدني ومنظماته ، ازدادت الإصدارات حوله كتباً أو دوريات . وبالرغم من انتشار الأدبيات حول هذه التنظيمات إلا إن هناك عدم وضوح وضبابية، بل وخلافات واختلافات في مفهومها مما يغيب روحها الملهمة ويسلبها،
وفيما يلي نورد مجموعة من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة توضح الحث على العمل الطوعي والذي هو بمثابة صدقة في الإسلام.قرآن كريم :• " وتعاونوا على البر والتقوى "• " ومن تطوع خيراً فهو خير له"• " وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"• " وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" والمقصود هنا الزكاة ولكن هناك الحديث الذي يحث على الصدقة بعد الزكاة " في المال حق سوى الزكاة"• وتنداح دائرة العون والصدقة لتشمل الناس على اختلاف دياناتهم " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم إن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"أحاديث شريفة:• " أن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة"• "لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من إن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة"• " من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له"• " خير الناس انفعهم للناس " وهذا الحديث يشير إلى نفع الناس أجمعين وليس نفع المسلمين فقط.• " تبسمك في وجه أخيك صدقة" وهذا يعني إن التصدق المعنوي له مكانته كذلك في الإسلام وقد يكون البعض اشد حاجة له من التصدق المادي• " مازال جبريل يوصني على الجار حتى ظننت انه سيورثه"• وقد اتخذت الصدقة في الإسلام والدولة الإسلامية صورة مؤسسية في شكل الأوقاف في صورها المختلفة المساجد ، الخلاوي الوقف الاستثماري لدعم المساجد ودور العلم.جميع ما سبق من الآيات والأحاديث تعتبر المدخل الذي ولج منه العمل التطوعي للحياة الإسلامية وأصبح جزءا لا يتجزأ منها،

فكل أشكال العون والصدقات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تدخل بشكل أو بآخر في العمل التطوعي وهنا تبرز عظمة الإسلام الذي استطاع إن يجعل الشعور بالأخر وبالمكان في صميم الشخصية المسلمة.وذلك لعامة الناس وليس حكرا على المسلمين فقط بينما جاء الغرب بالعمل التطوعي مكملا أو جزءا منفصلا رغم ما فيه من خيرية وفائدة

الديمقراطية سلاح ذو حدين

لا يهمّنا سواء أكانت كلمة ”الديمقراطيّة“ حديثة العهد أو قديمته، أو إذا كانت كلمة مأخوذة عن لغة ساميّة أو غيرها؛ ما يهمنا هو ما تعنيه هذه الكلمة، أو بمعنى أدّق، ما أراده واضعوها منها. ومهما يكن من أمر، فإنّ مُعظم الأدباء والسياسيين وغيرهم ممّن تمّسهم هذه الكلمة من قريب أو بعيد، يتفقون على أنّه ليس في مفهوم ”الديمقراطيّة“ ما يُعاب، إذا ما تعاملنا معه كما يجب. أمّا المقصود من عبارة (كما يجب) فهو التعامل مع ” الديمقراطية“ بإخلاص، لأنّ مفهومها هو سلاح ذو حدّيْن - كما يُقال، إذ بإمكان أيّ حاكم طاغية أو ديكتاتور مثلا، توظيفه ذلك المفهوم (إن صحّ التعبير)، أو إدخال بعض التعديلات المناسبة - بنظره - عليه ليتناسب وأهواءه ورغباته، مع بقاء العنوان الرئيسيّ لورقة عمله، وهو ”الديمقراطية“، وبذلك ينجو من لوم اللائمين، بل ولن تكون - بزعمه طبعاً - هناك أيّة حجّة بيد مُعارضيه يُمكنهم من خلالها الاعتراض على تصرّفاته أو مُقاضاته بها. وهذا بالفعل ما حصل في السابق، وما زال يحصل حتى في عصرنا الحاضر،
عصر التطوّر والتكنولوجيا والإبداعات وغير ذلك من العناوين الطويلة والعريضة. ولأنّ مفهوم الديمقراطية أصبح شائعاً هذه الأيام، وقلـّما نجد من يجهلها بحقّ، فمن الأهميّة بمكان ملاحظة بعض الأسس
التي تساعد على ولادة الديمقراطية ونموّها وتطوّرها وبلوغها سنّ الرّشد، ثم تسليم الأمور - العائدة لها أصلاً - بيدها، لتتصرّف بحريّة، بعيداً عن أيّة قيود أو حدود، ولكن ضمن إطار المنطق والعُرف. فالديمقراطية بدون الحريّة تصبح لفظاً لا معنى له، بل إنّ مَن يؤمن بذلك فإنّما يريد به السخرية والاستهزاء بالآخرين، وتضليلهم، والازدراء بعقولهم وآراءهم، وإذا اضطررنا إلى التخفيف من تلك الألفاظ والمُراعاة قليلاً، فسنكتفي بالخداع والسذاجة. والتطوّر الحضاريّ ومن ثمّ العقليّ للبشر هما من بين الأسس التي تتوق إليها الديمقراطية لتكون بيئة مناسبة لها. فالحضارة معناها بيئة صحيّة تعمل وتساعد على ولادة الديمقراطية، فهي (أي الحضارة) بمثابة رَحم تنمو داخله الديمقراطية وهي ما زالت جنيناً. إلا أنّ هذا الجنين لن يلبث أن يموت ما لم تؤمن الأمّ التي تحمله داخل رحمها بأنّ عليها تسليم زمام الأمور لولدها عند بلوغه، وأنّ ذلك التسليم إنّما هو حقّ مسلـّم لذلك المولود. إضافة إلى ذلك، على الأمّ أن تؤمن بقوّة أنّ بقاءها مرهون ببقاء ولدها، بمعنى أنّ الحضارة لا تعني بناء القصور وتشييد الصروح وتجييش الجيوش، وإزالة هذا والإبقاء على ذاك.

الديمقراطية والإسلام

إن المعنى الشائع للديمقراطية في العالم اليوم يطلق على المجتمع الذي له إدارة سياسية تضمن الحد الأعلى من الحقوق والحريات الفردية، وهذا المفهوم ذو اتجاه فكري علماني وهو بهذا المعنى لا وجود له في الإسلام، لان الفكر السياسي الإسلامي ظهر قبل إن تعرف أوروبا تطبيق مبادئ الديمقراطية أو الانتخابات الحرة لتعيين ممثلي المجالس المحلية والمسئولين والحكام.
وعند دراسة الفكر السياسي في الإسلام يجب الالتفات الى نقطة مهمة وهي انه في الوقت الذي يقوم الحكم في الإسلام على الاعتقاد بحاكمية الله سبحانه، فانه ينظر الى أسلوب الحكم وتعيين الحاكم بمنظار أنساني وإيديولوجية منسجمة مع طبيعة الإنسان ورغبته في تحقيق الحرية والعدالة والمساواة. فالإسلام في سيره النضالي الثوري يؤمن بمشاركة الشعب في قضايا الأمة. والمشاركة السياسية تعني تأكيد حق الشعب في الانتخابات والترشيح وممارسة العمل السياسي بكل أشكاله، وحرية المعارضة، واخذ رأي الجمهور في اختيار من يمثله في مجلس الشورى وفي اختيار الحاكم.
فالدولة الإسلامية ليست دولة تسلطية تمارس روح التسلط والقهر السياسي، إنها بعيدة عن الاستبداد والجور والظلم. والتحيز الإيديولوجي للغرب يجعله يتهم الإسلام بالدكتاتورية وحكم الفرد ويعمد الى تشويه الحقائق وتزييف الواقع. فالغرب ينمط المجتمعات الى شمال وجنوب ومصنع وغير مصنع وديمقراطي وسلطوي ويطالب الدول بالديمقراطية، ولكنه لا يريد حكم الشعب أبدا في بلادنا وهذا ما فعله في الجزائر عام 92، عندما أوشكت جبهة الإنقاذ على الفوز في الانتخابات البلدية.
ومن الحقائق المهمة عن الدولة الإسلامية، إنها دولة قانونية بكل ما تحمله هذه الكلمة من المعاني الحديثة.
إن لها دستوراً رصيناً يعتمد على المصادر الشرعية من القرآن الكريم وسنة الرسول الأعظم ويمتاز النظام التشريعي السياسي الإسلامي بتحقيقه الحقوق والحريات العامة والشاملة لرعايا الدولة الإسلامية دون تفريق بين فرد وآخر.
وجاءت هذه التشريعات لتقر حقوق الإنسان في المجتمع وتمنحه الحرية بحيث يشعر انه في واحة الأمان وفي ظلال العدل والمساواة لا يمكن أن يعتدى عليه أو يغتصب حقه حتى من قبل أعلى سلطة في البلاد، وبذلك يستغل قدراته ومواهبه كلها من خلال حريته في مشاركته السياسية، وله أن يرشح نفسه لأي منصب يراه مؤهلا له، لا فرق بين الأبيض والأسود، فالناس كلهم سواسية كأسنان المشط، ولهم حق خدمة وطنهم عن طريق الارتقاء في مناصب الدولة وشغل وظائفها الإدارية أو العلمية أو الفنية.
ففي الدولة الإسلامية لا يساق الإنسان قهرا ولا يقيد بقيد يمنعه من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية ولا تهدر إنسانيته لكيلا تتعطل قواه النفسية والمعنوية، ولا يصيبه الخوف والهلع ولا يكون قلقا خائفا مسلوب الإرادة والحرية، بل يتمتع بحريته ويستطيع بقوة أن يشارك في مجتمع الإنسان.
يرى البعض أن نظام الشورى الإسلامي يمثل الديمقراطية الغربية وهو خطأ وقع فيه كثير من الباحثين، ولمناقشة هذه النقطة نقول ما ذكرناه سابقا أثناء البحث: إن المفهوم الحضاري لا يمكن تعميمه على جميع الشعوب والأمم، لأنه نابع من حضارة معينة لها سماتها وخصائصها وإيديولوجيتها المعينة، فهو جزء من نسيج باطني، وعضو في جسم له خصائصه الذاتية، ونقله الى جسم آخر يؤدي الى رفضه وعدم أدائه لدوره بسبب جهاز المناعة في الجسم الآخر.
وإخراج مفهوم من منظومته واستعماله مفردا في منظومة حضارية أخرى يؤدي الى التداخل في المفاهيم والى الالتباس في المعنى والى ارتجاج في القشرة الداخلية للمفهوم والى اهتزاز المنطق الداخلي فيه.
ومن هنا فان من الخطأ النظر الى المصطلحات والمفاهيم بمنظار آخر خارج عن منظومتها وأنماطها الفكرية.
ولا شك أن كل حضارة لها نسيج من القيم أو إيديولوجية ـ خاصة ـ أو مذهبية معينة، وهذه النظرية الحضارية لا توضح قط إلا من خلال مصطلحاتها، فهي ومصطلحاتها متلازمتان لا تنفصلان، ومن هذه الملاحظة الموجزة نستطيع أن نقول:إن ديمقراطية الغرب لها معنى مستقل يخص المجتمعات الغربية.
والادعاء بان الديمقراطية هي النظام الإسلامي بعينه يعد تسطيحا شديداً للموضوع، ويؤدي الى الغموض بدل الوضوح ويدل على سذاجة في التفكير وعلى سطحية الدراسة. ويدل على ضعف الرأي. واخذ ظواهر الأمور. وعدم التعمق في معاني المفاهيم.
الديمقراطية كلمة جميلة افتتن بها كثير من الناس في عالمنا العربي والإسلامي، واستعملها كثير من الكتاب الإسلاميين وغيرهم ولكنها ليست نظام الشورى الإسلامي بأي حال.
وليس صحيحا اعتبار الديمقراطية مفهوما مطابقا لنظام الشورى الإسلامي، لان هناك فرقا كبيرا بين المصطلحين وكل منهما ليس لفظا لغويا مرادفا للآخر.
فالمذهب الإسلامي في السياسة عندما يتبنى الشورى في النظام السياسي يعتبرها جزءا من النظام الإسلامي الشامل للحياة، والديمقراطية لها معنى مغاير، إنها جزء من نظام يندرج تحت مظلّة الحضارة الغربية.
ومن الواضح أن الإيديولوجية الغربية تختلف عن الحضارة الإسلامية من حيث الإيمان والشرائع والقيم وان نظام كل ثقافة يتحدّد تبعا للتصور الذي تكونه لنفسها عن الله والإنسان والعالم والعلاقة التي تقيمها بين هذه المستويات الثلاثة من نظام الواقع
وتبعا لهذا فان التشريع والقيم في أصولها وفروعها، في النظام الديمقراطي هو من صنع الشعب، لان تعريف الديمقراطية عند أهلها هو (أن يحكم الشعب نفسه بنفسه مباشرة أو عن طريق ممثليه في مجلس النواب)
فالنظام الاجتماعي المنبثق عن الديمقراطية هو النظام العلماني أي فصل الدين عن الدولة. وهذا لا تقره مذهبية الإسلام عقيدة وشريعة في المجتمع.
فالأمة الإسلامية ليس لها حق تغيير أحكام الله القاطعة. ولا الانطلاق في اتخاذ المواقف السياسية غير مذهبية الإسلام في الوجود وغير ما اختاره الله والرسول (ص).
فكيف يمكن علميا ومنهجيا أن نسمي النظام الإسلامي في الحكم بالنظام الديمقراطي؟
وما الذي يدعونا الى أن نخضع للغرب ونتداول باستمرار المصطلحات المنظومة للحضارة الغربية المادية والعلمانية؟!
هل هو بريق الحضارة الغربية؟ أو بريق الكلمات والمفاهيم الخادعة! اذا وعينا الإسلام وعيا أصوليا عصريا واجتمعنا لتحديد المصطلحات وتوحّدنا فكريا نستطيع عند ذاك أن نتخلص من عباءة الغرب ومن المفاهيم التي سكنت أفكارنا وأصابتنا باضطراب الفكر
وقد يقال في هذا الصدد: لماذا هذا التشدد في انتقاء المفاهيم والكلمات؟ ولماذا التعنت في استبدال مفهوم بمفهوم آخر؟
أليس مصطلح الديمقراطية يعادل في مضمونه وفحواه فكرة الشورى الإسلامية؟
ونحن نقول إن مفهوم الديمقراطية يحتوي ضمنيا على معنى فصل الدين عن الدولة، هل نحن نؤمن بذلك؟ وهل يمكن في ظل نظام ديمقراطي تطبيق شريعة الإسلام؟
هل نحن نؤمن بقيام أحزاب في ظل النظام الديمقراطي اذا كانت مبادئها تصطدم أساسا مع أصول الإسلام؟
هل الحريات العامة في ممارسة الرذائل والدعارة، وتفشي العهر السياسي والأخلاقي التي تدخل ضمن مصطلح النظام الديمقراطي يمكن قبولها واعتبارها جزءاً من القيم الإسلامية؟!
فان كان الجواب نعم فهذا لا يمكن أن يقبله أي مسلم غيور على دينه. وان كان الجواب لا فهناك من يقول: لا نحن نريد تطبيق حكم الله في الأرض ولا ندعو لقيام أحزاب ملحدة أو علمانية في المجتمع في ظل النظام الديمقراطي الذي نؤمن به.
أقول: إذن غدا الخلاف هنا لفظيا، وحينئذ لا ضرورة لاستعمال كلمة الديمقراطية الذي يحدث الالتباس ويربك الفكر.
والمشكلة أن كثيرا من السادة الكتاب والمثقفين في العالم الإسلامي يعيشون في فلك الحضارة .

الديمقراطية والإسلام

إن المعنى الشائع للديمقراطية في العالم اليوم يطلق على المجتمع الذي له إدارة سياسية تضمن الحد الأعلى من الحقوق والحريات الفردية، وهذا المفهوم ذو اتجاه فكري علماني وهو بهذا المعنى لا وجود له في الإسلام، لان الفكر السياسي الإسلامي ظهر قبل إن تعرف أوروبا تطبيق مبادئ الديمقراطية أو الانتخابات الحرة لتعيين ممثلي المجالس المحلية والمسئولين والحكام.
وعند دراسة الفكر السياسي في الإسلام يجب الالتفات الى نقطة مهمة وهي انه في الوقت الذي يقوم الحكم في الإسلام على الاعتقاد بحاكمية الله سبحانه، فانه ينظر الى أسلوب الحكم وتعيين الحاكم بمنظار أنساني وإيديولوجية منسجمة مع طبيعة الإنسان ورغبته في تحقيق الحرية والعدالة والمساواة. فالإسلام في سيره النضالي الثوري يؤمن بمشاركة الشعب في قضايا الأمة. والمشاركة السياسية تعني تأكيد حق الشعب في الانتخابات والترشيح وممارسة العمل السياسي بكل أشكاله، وحرية المعارضة، واخذ رأي الجمهور في اختيار من يمثله في مجلس الشورى وفي اختيار الحاكم.
فالدولة الإسلامية ليست دولة تسلطية تمارس روح التسلط والقهر السياسي، إنها بعيدة عن الاستبداد والجور والظلم. والتحيز الإيديولوجي للغرب يجعله يتهم الإسلام بالدكتاتورية وحكم الفرد ويعمد الى تشويه الحقائق وتزييف الواقع. فالغرب ينمط المجتمعات الى شمال وجنوب ومصنع وغير مصنع وديمقراطي وسلطوي ويطالب الدول بالديمقراطية، ولكنه لا يريد حكم الشعب أبدا في بلادنا وهذا ما فعله في الجزائر عام 92، عندما أوشكت جبهة الإنقاذ على الفوز في الانتخابات البلدية.
ومن الحقائق المهمة عن الدولة الإسلامية، إنها دولة قانونية بكل ما تحمله هذه الكلمة من المعاني الحديثة.
إن لها دستوراً رصيناً يعتمد على المصادر الشرعية من القرآن الكريم وسنة الرسول الأعظم ويمتاز النظام التشريعي السياسي الإسلامي بتحقيقه الحقوق والحريات العامة والشاملة لرعايا الدولة الإسلامية دون تفريق بين فرد وآخر.
وجاءت هذه التشريعات لتقر حقوق الإنسان في المجتمع وتمنحه الحرية بحيث يشعر انه في واحة الأمان وفي ظلال العدل والمساواة لا يمكن أن يعتدى عليه أو يغتصب حقه حتى من قبل أعلى سلطة في البلاد، وبذلك يستغل قدراته ومواهبه كلها من خلال حريته في مشاركته السياسية، وله أن يرشح نفسه لأي منصب يراه مؤهلا له، لا فرق بين الأبيض والأسود، فالناس كلهم سواسية كأسنان المشط، ولهم حق خدمة وطنهم عن طريق الارتقاء في مناصب الدولة وشغل وظائفها الإدارية أو العلمية أو الفنية.
ففي الدولة الإسلامية لا يساق الإنسان قهرا ولا يقيد بقيد يمنعه من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية ولا تهدر إنسانيته لكيلا تتعطل قواه النفسية والمعنوية، ولا يصيبه الخوف والهلع ولا يكون قلقا خائفا مسلوب الإرادة والحرية، بل يتمتع بحريته ويستطيع بقوة أن يشارك في مجتمع الإنسان.
يرى البعض أن نظام الشورى الإسلامي يمثل الديمقراطية الغربية وهو خطأ وقع فيه كثير من الباحثين، ولمناقشة هذه النقطة نقول ما ذكرناه سابقا أثناء البحث: إن المفهوم الحضاري لا يمكن تعميمه على جميع الشعوب والأمم، لأنه نابع من حضارة معينة لها سماتها وخصائصها وإيديولوجيتها المعينة، فهو جزء من نسيج باطني، وعضو في جسم له خصائصه الذاتية، ونقله الى جسم آخر يؤدي الى رفضه وعدم أدائه لدوره بسبب جهاز المناعة في الجسم الآخر.
وإخراج مفهوم من منظومته واستعماله مفردا في منظومة حضارية أخرى يؤدي الى التداخل في المفاهيم والى الالتباس في المعنى والى ارتجاج في القشرة الداخلية للمفهوم والى اهتزاز المنطق الداخلي فيه.
ومن هنا فان من الخطأ النظر الى المصطلحات والمفاهيم بمنظار آخر خارج عن منظومتها وأنماطها الفكرية.
ولا شك أن كل حضارة لها نسيج من القيم أو إيديولوجية ـ خاصة ـ أو مذهبية معينة، وهذه النظرية الحضارية لا توضح قط إلا من خلال مصطلحاتها، فهي ومصطلحاتها متلازمتان لا تنفصلان، ومن هذه الملاحظة الموجزة نستطيع أن نقول:إن ديمقراطية الغرب لها معنى مستقل يخص المجتمعات الغربية.
والادعاء بان الديمقراطية هي النظام الإسلامي بعينه يعد تسطيحا شديداً للموضوع، ويؤدي الى الغموض بدل الوضوح ويدل على سذاجة في التفكير وعلى سطحية الدراسة. ويدل على ضعف الرأي. واخذ ظواهر الأمور. وعدم التعمق في معاني المفاهيم.
الديمقراطية كلمة جميلة افتتن بها كثير من الناس في عالمنا العربي والإسلامي، واستعملها كثير من الكتاب الإسلاميين وغيرهم ولكنها ليست نظام الشورى الإسلامي بأي حال.
وليس صحيحا اعتبار الديمقراطية مفهوما مطابقا لنظام الشورى الإسلامي، لان هناك فرقا كبيرا بين المصطلحين وكل منهما ليس لفظا لغويا مرادفا للآخر.
فالمذهب الإسلامي في السياسة عندما يتبنى الشورى في النظام السياسي يعتبرها جزءا من النظام الإسلامي الشامل للحياة، والديمقراطية لها معنى مغاير، إنها جزء من نظام يندرج تحت مظلّة الحضارة الغربية.
ومن الواضح أن الإيديولوجية الغربية تختلف عن الحضارة الإسلامية من حيث الإيمان والشرائع والقيم وان نظام كل ثقافة يتحدّد تبعا للتصور الذي تكونه لنفسها عن الله والإنسان والعالم والعلاقة التي تقيمها بين هذه المستويات الثلاثة من نظام الواقع
وتبعا لهذا فان التشريع والقيم في أصولها وفروعها، في النظام الديمقراطي هو من صنع الشعب، لان تعريف الديمقراطية عند أهلها هو (أن يحكم الشعب نفسه بنفسه مباشرة أو عن طريق ممثليه في مجلس النواب)
فالنظام الاجتماعي المنبثق عن الديمقراطية هو النظام العلماني أي فصل الدين عن الدولة. وهذا لا تقره مذهبية الإسلام عقيدة وشريعة في المجتمع.
فالأمة الإسلامية ليس لها حق تغيير أحكام الله القاطعة. ولا الانطلاق في اتخاذ المواقف السياسية غير مذهبية الإسلام في الوجود وغير ما اختاره الله والرسول (ص).
فكيف يمكن علميا ومنهجيا أن نسمي النظام الإسلامي في الحكم بالنظام الديمقراطي؟
وما الذي يدعونا الى أن نخضع للغرب ونتداول باستمرار المصطلحات المنظومة للحضارة الغربية المادية والعلمانية؟!
هل هو بريق الحضارة الغربية؟ أو بريق الكلمات والمفاهيم الخادعة! اذا وعينا الإسلام وعيا أصوليا عصريا واجتمعنا لتحديد المصطلحات وتوحّدنا فكريا نستطيع عند ذاك أن نتخلص من عباءة الغرب ومن المفاهيم التي سكنت أفكارنا وأصابتنا باضطراب الفكر
وقد يقال في هذا الصدد: لماذا هذا التشدد في انتقاء المفاهيم والكلمات؟ ولماذا التعنت في استبدال مفهوم بمفهوم آخر؟
أليس مصطلح الديمقراطية يعادل في مضمونه وفحواه فكرة الشورى الإسلامية؟
ونحن نقول إن مفهوم الديمقراطية يحتوي ضمنيا على معنى فصل الدين عن الدولة، هل نحن نؤمن بذلك؟ وهل يمكن في ظل نظام ديمقراطي تطبيق شريعة الإسلام؟
هل نحن نؤمن بقيام أحزاب في ظل النظام الديمقراطي اذا كانت مبادئها تصطدم أساسا مع أصول الإسلام؟
هل الحريات العامة في ممارسة الرذائل والدعارة، وتفشي العهر السياسي والأخلاقي التي تدخل ضمن مصطلح النظام الديمقراطي يمكن قبولها واعتبارها جزءاً من القيم الإسلامية؟!
فان كان الجواب نعم فهذا لا يمكن أن يقبله أي مسلم غيور على دينه. وان كان الجواب لا فهناك من يقول: لا نحن نريد تطبيق حكم الله في الأرض ولا ندعو لقيام أحزاب ملحدة أو علمانية في المجتمع في ظل النظام الديمقراطي الذي نؤمن به.
أقول: إذن غدا الخلاف هنا لفظيا، وحينئذ لا ضرورة لاستعمال كلمة الديمقراطية الذي يحدث الالتباس ويربك الفكر.
والمشكلة أن كثيرا من السادة الكتاب والمثقفين في العالم الإسلامي يعيشون في فلك الحضارة .

مفهوم الديمقراطية ...

الديمقراطية كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية Δήμος أو Demos وتعني عامة الناس ، و النصف الثاني Κρατία أو kratia وتعني حكم، Demoacratia حكم عامة الشعب، الديمقراطية بمفهومها العام هي العملية السلمية لتداول السلطة بين الأفراد أو الجماعات، التي تؤدي إلى إيجاد نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ككل على شكل أخلاقيات اجتماعية. يمكن استخدام مصطلح الديمقراطية بمعنى ضيق لوصف دولة- قومية أو بمعنى أوسع لوصف مجتمع حر. والديمقراطية كشكل من أشكال الحكم هي حكم الشعب لنفسه بصورة جماعية، وعادة ما يكون ذلك عبر حكم الأغلبية عن طريق نظام للتصويت و التمثيل النيابي. و لكن بالحديث عن المجتمع الحر فإن الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه بصورة منفردة من خلال حق الملكية الخاصة و الحقوق و الواجبات المدنية (الحريات و المسؤوليات الفردية) وهو ما يعني توسيع مفهوم توزيع السلطات من القمة إلى الأفراد المواطنين. والسيادة بالفعل في المجتمع الحر هي للشعب و منه تنتقل إلى الحكومة وليس العكس.وهذا المفهوم جزء من كيان الحضارة الغربية، وقد ظهر في الغرب كرد فعل للاستبداد والظلم والدكتاتورية التي شهدتها المجتمعات الغربية، وهي أسلوب من أساليب الحكم يقوم على الرأي العام، وانه نظام يستلهم شكله من رأي الأمة.
لأن مصطلح الديمقراطية يستخدم لوصف أشكال الحكم و
المجتمع الحر بالتناوب، فغالباً ما يُساء فهمه لأن المرء يتوقع عادة أن تعطيه زخارف حكم الأغلبية كل مزايا المجتمع الحر. إذ في الوقت الذي يمكن فيه أن يكون للمجتمع الديمقراطي حكومة ديمقراطية فإن وجود حكومة ديمقراطية لا يعني بالضرورة وجود مجتمع ديمقراطي. لقد أكتسب مصطلح الديمقراطية إيحاءً إيجابياً جداً خلال النصف الثاني من القرن العشرين إلى حد دفع بالحكام الدكتاتوريين الشموليين للتشدق بدعم "الديمقراطية" وإجراء إنتخابات معروفة النتائج سلفاً. وكل حكومات العالم تقريباً تدعي الديمقراطية. كما إن معظم الأيديولوجيات السياسية المعاصرة اشتملت ولو على دعم بالاسم لنوع من أنواع الديمقراطية بغض النظر عما تنادي به تلك الأيديولوجيات. و هكذا فإن هناك اختلافات مهمة بين عدة أنواع مهمة من الديمقراطية.

كيفية إعداد وصياغة مقترح مشروع تنموي


1- صفحة تشتمل على العنوان :
- يجب أن تكون صفحة منظمة ومصممة جيدًا.
- تشتمل على عنوان المشروع – اسم الجمعية التي أعدت المقترح – تاريخ إعداد المقترح
- اسم المشروع يعبر عن المشروع ويجب أن يجذب النظر ومختصر.
2- الملخص التنفيذي :
وهو الجزء الأول الذي يقرأه القارئ فإذا لم يكتب الملخص التنفيذي بطريقة صحيحة فقد يتأثر القرار ويجب أن يشتمل على :
· · نبذة عن المعلومات الخاصة بالجمعية.
· · نبذة عن صياغة المشكلة.
· · الأهداف ونبذة عن الأنشطة التي ستنفذ.
· · إجمالي موازنة المشروع.
· · مساهمات الجمعية والتمويل المطلوب.
· · أن لا يتعدى صفحة أو صفحة ونصف.
3- الفهرس :
يشتمل على أرقام صفحات البنود الرئيسية للمقترح بترتيبها.
4- المقدمة :
مقدمة عن المجتمع المحلي وكذا الجمعية.
5- المشكلة :
لا يجب أن تزيد عن صفحة واحدة وأهم جزء في المقترح هو المشكلة فهي توضح الحاجة لهذا المشروع.
- تعريف المشكلة – صياغتها – الأسباب المؤدية للمشكلة – المحيط الجغرافي للمشكلة
- صياغة المشكلة تلقي الضوء على المتضررين من هذه المشكلة.
- لا تبنى المشكلة وأسبابها على افتراضات.
- تحليل المشكلة.
6- الهدف العام والأهداف الفرعية والمؤشرات :
يصاغ الهدف العام والأهداف الفرعية والمؤشرات بطريقة واضحة وبكتابة ظاهرة.
7- الحلول البديلة واختيار أحدهما ولماذا؟
يتم صياغة الحلول المعينة في فقرة ونقاط القوة والضعف في كلاً منهما وما هو الحل الأمثل ولماذا؟
8- الأنشطة :
- ما هي أنشطة المشروع ؟ ومن سيقوم بتنفيذها ؟
- ما هي مدة كل مشروع؟
- من هو المستهدف من النشاط؟
- ما نوع وعدد الفنيين والعاملين المطلوبين؟
- التدريب المطلوب لتسهيل تنفيذ الأنشطة.
9- خطة العمل :
جدول التنفيذ :
- يذكر خطوات تنفيذ النشاط.
- ترتيب خطوات تنفيذ النشاط ، توضيح المسئولية مع كل خطوة من خطوات التنفيذ.
10- الميزانية :
- تشمل الموازنة على البنود الرئيسية والفرعية.
- التكلفة الكلية لكل بند.
- قيمة المساهمة.
- كيفية استمرارية المشروع.
- الميزانية لا يجب أن تشتمل على أي مصروفات سوف تغطى بمدخلات المشروع.
11- المتابعة والتقييم :
- كيف سيدار المشروع يوميًا.
- تحديد الأدوار والمتابعة المستمرة لسير العمل.
- متابعة الأنشطة ومدى تحقيقها للهدف المراد تحقيقه.
- إعداد التقارير والنماذج التي تستخدم ومن سيقوم وأي نوع من المتابعة على هذه التقارير.
- التقييم (مرحلي – نهائي – أثر التقييم)،
- يفضل أن يقوم فريق محايد بعملية التقييم.

دور العلم والبحث العلمي في بناء الأمم

من المعروف أن عمليات التحديث والنمو الاقتصادي والاجتماعي تحتاج إلى أن يأخذ العلم والتقنية دورهما في أي مجتمع يرنو إلى التقدم والازدهار، ويأتي البحث العلمي المزدهر نتيجة تعليم مزدهر فكل منهما انعكاس للآخر كما أن تطور المجتمع وتنميته من نتاج البحث العلمي، ناهيك عن أن أهم المعايير التي تقاس بها عصرية أي مجتمع هي تطوره التقني ومستواه العلمي والتربوي.
وعلى العموم فإن أهمية البحث العلمي تظهر جلية في المجتمعات التي لديها مشكلات في قضايا عديدة سواء كانت حياتية مثل الإسكان والتربية وتأمين المياه والزراعة والنقل والبيئة والتلوث والقضايا الأمنية كالحرب والسلام أو غيرها ناهيك عن مخرجات التعليم وأساليب الإنتاج والاستهلاك والتسويق بالإضافة إلى التنمية المستدامة والخطط المستقبلية وغيرها من الفعاليات الهامة التي يتمكن البحث العلمي من إيجاد حلول ناجعة لها وجعل التراكم المعرفي لهذه المجتمعات مربوطاً بالتطبيق وذلك من خلال تحويل المعرفة إلى منافع ملموسة عن طريق التقنية التي هي أهم عنصر فاعل في الحياة المعاصرة.
وهذا ينصب في إطار المعلومة التي تقول «إن الغرض من العلم هو التحكم في الطبيعة وعناصرها لصالح الإنسان».
وحقيقة الأمر في الوقت الراهن أن البحث العلمي هو الوسيلة الأكثر نجاحاً لوضع حلول مناسبة للمشكلات التي تواجهها البشرية مثل الجوع والفقر والجهل والمرض. لذلك فإن قضية البحث العلمي تحتاج إلى القيام ببحوث مستمرة وشاملة ومتنوعة المداخل، من أجل الوصول إلى حلول موضوعية ومتكاملة خصوصاً أن أهم عنصر يحكم ذلك هو المهارة والشفافية التي يتمتع بها عنصر العمل.
ومن هذا المنطلق فإن الجامعات والمعاهد التقنية عليهما مسؤولية العمل على تهيئة وإعداد رجال الغد كي ينهضوا بالمسؤوليات في مجتمع المستقبل.
إن دور العلم هو تنوير المجتمعات البشرية للأخذ بأسباب المعرفة والاستفادة منها. أما دور التقنية فهو تطبيق المعرفة العلمية وجعلها في خدمة الإنسان، ومن خلال البحث العلمي تنعم البشرية اليوم بعلوم ومعارف جديدة لم تكن معروفة من قبل كعلم الفضاء وعلم الحاسب وعلم الهندسة الوراثية اعتبرها مما يوافينا به العلم كل صباح.
إن عدم أو قلة ممارسة البحث العلمي أو عدم الاهتمام به تؤثر تأثيراً سلبياً في عملية التعليم الجامعي ومن أهم انعكاسات ذلك قلة المبدعين وزيادة عدد العاطلين عن الإبداع داخل الحرم الجامعي وخارجه وهذا هو الحال في جامعات الدول النامية التي أصبحت مراكز لتفويج الخريجين غير القادرين على تلبية متطلبات سوق العمل. والتي كان يجب أن ينظر إليها على أنها رافد أساسي من روافد التنمية.
فإنه من المؤسف أن نجد أن اليمن في مستوى متدن فيما يخص مستوى التعليم والبحث العلمي وذلك من حيث الكيف والكم. وهذا ما سوف يؤخر اليمن عن اللحاق بالركب العالمي المتسارع مما يجعل اليمن تستمر سوقاً استهلاكية لما تنتجه الدول المتقدمة بل أكثر من ذلك محل تجاربها واستعمال سلاحها ومدفن نفاياتها ونهب ثرواتها وإلصاق تهمة الإرهاب بها وبأبنائها ناهيك عن سرقة أرضها وانتهاك مقدساتها ووصف صاحب الحق بالإرهاب والمعتدي بحمامة السلام وجالب الديمقراطية على ظهور الدبابات بالمتحضر وغير ذلك من المفارقات التي سببها الأول ضعفنا وعدم القيام بما يجب علينا اتجاه احترام أنفسنا وتعزيز هذا الاحترام بالعلم والمعرفة.
إن عملية تحويل المعرفة العلمية التي نحصل عليها من الآخرين إلى تقنية إنتاج ثم تطويرها بمعرفتنا ومهاراتنا وإمكانياتنا الذاتية، وهذه هي المفتاح الذي سوف يجعلنا قادرين على الاستمرار في الإبداع وتكوين منظومة متجددة وأجيال متعاقبة من التقنيات دون الحاجة إلى استيرادها من الخارج بل أبعد من ذلك تصديرها إلى الآخرين ، وهذا هو الأسلوب الأمثل الذي يجعلنا أقدر على مواجهة تحديات القرن الجديد خصوصاً أننا نواجه عدواً تسلح بالعلم والمعرفة وجعل جميع فعالياته نتاجاً للعلوم والتقنية سواء في المجالات المدنية أو العسكرية.
ونعيد هنا القول بأننا لا يمكن أن نتقدم تقدماً حقيقياً وليس ظاهرياً باستخدام التقنيات المستوردة وهذا يحتم علينا أن نقوم بتطوير قدراتنا في هذا المجال وتطويع وتنمية جميع ما نحتاجه من التقنيات محلياً مع الأخذ بنظام الجودة الكاملة والتفوق النسبي، فاكتشاف الجودة هو دور العلم وابتكار الوسائل هو دور البحث العلمي وهذا بمجمله يعني تبني سياسات علمية جديدة تحقق أقصى استثمار ممكن لإمكاناتنا من العلماء والباحثين والمراكز والمعاهد البحثية والذي ينقصنا نستطيع إيجاده المال، فالمال إذا وجد طوع المستحيل.
واعني أن إيجاد الكوادر القادرة هو مسؤولية المؤسسات التربوية التي عليها إعداد وتخريج كوادر مدربة علمياً وتقنياً.
إذاً من لم يسلح نفسه بالعلوم والتقنية والبحث العلمي سوف يصفع ويداس وسوف تفرض عليه أجندة لا يرغبها ولكنه سوف يضطر إلى القبول بها لذلك فإن استخدام البحث العلمي في إيجاد المخارج للمشاكل القادمة يجب أن يبدأ من الآن وليس غداً.
إن مراكز الأبحاث ومراكز الدراسات الإستراتيجية هي العيون التي يجب أن نبصر بها ونحل بها مشاكلنا الداخلية والخارجية وخير مثال على الاستفادة من العلم والبحث العلمي ما حققته كثير من الدول المرموقة اليوم مثل اليابان من الدول المتقدمة وماليزيا من الدول النامية التي وضعت يدها على البلسم وأمسكت به.
ولذلك أدعو حبيبتي اليمن أن تأخذ بأسباب التقدم وتوطين التقنية أكثر من أية بلد أخر لأنها بحاجة ماسة إليها وذلك لأن الأعداء لن يمكنوها من أي سلاح يمكنها من الدفاع عن نفسها ضدهم، فهؤلاء الأعداء لديهم مطامع كثيرة في هذه الحبيبة اليمن.

العمل الطوعي Volunteering

العمل الطوعي Volunteering

يعتبر العمل الاجتماعي و التنموي التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي, ويكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم, فهناك قاعدة مسلم بها مفادها أن الحكومات, سواء في البلدان المتقدمة أو النامية, لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها, فمع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغيّر مستمر, ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية, ويطلق على هذه الجهة " المنظمات الأهلية ". وفي أحيان كثيرة يعتبر دور المنظمات الأهلية دوراً سباقاً في معالجة بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وليس تكميلياً, وأصبح يضع خططاً وبرامج تنموية تحتذي بها الحكومات. لقد شهد العمل الاجتماعي عدّة تغيّرات وتطورات في مفهومه ووسائله ومرتكزاته, وذلك بفعل التغيرات التي تحدث في الاحتياجات الاجتماعية, وما يهمنا هنا التطورات التي حدثت في غايات وأهداف العمل الاجتماعي, فبعد أن كان الهدف الأساسي هو تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته, أصبح الهدف الآن تغيير وتنمية المجتمع, وبالطبع يتوقف نجاح تحقيق الهدف على صدق وجديّة العمل الاجتماعي وعلى رغبة المجتمع في إحداث التغيير والتنمية. ومن الملاحظ أن العمل الاجتماعي بات يعتبر أحد الركائز الأساسية لتحقيق التقدّم الاجتماعي والتنمية, ومعياراً لقياس مستوى الرقي الاجتماعي للأفراد.ويعتمد العمل الاجتماعي على عدّة عوامل لنجاحه, ومن أهمها المورد البشري, فكلما كان المورد البشري متحمساً للقضايا الاجتماعية ومدركاً لأبعاد العمل الاجتماعي كلما أتى العمل الاجتماعي بنتائج إيجابية وحقيقية. كما أن العمل الاجتماعي يمثل فضاءً رحباً ليمارس أفراد المجتمع ولاءهم وانتماءهم لمجتمعاتهم, كما يمثل العمل الاجتماعي مجالاً مهماً لصقل مهارات الأفراد وبناء قدراتهم. وانطلاقاً من العلاقة التي تربط بين العمل الاجتماعي والمورد البشري, فإنه يمكن القول بأن عماد المورد البشري الممارس للعمل الاجتماعي هم الشباب, خاصة في المجتمعات الفتية, فحماس الشباب وانتمائهم لمجتمعهم كفيلان بدعم ومساندة العمل الاجتماعي والرقي بمستواه ومضمونه, فضلاً عن أن العمل الاجتماعي سيراكم الخبرات وقدرات ومهارات الشباب, والتي سيكونون بأمسّ الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم ومرحلة ممارستهم لحياتهم العملية.ورغم ما يتسم به العمل الاجتماعي من أهمية بالغة في تنمية المجتمعات وتنمية قدرات الأفراد, إلاّ أننا نجد نسبة ضئيلة جداً من الأفراد الذين يمارسون العمل الاجتماعي, فهناك عزوف من قبل أفراد المجتمع, وخاصة الشباب منهم, عن المشاركة في العمل الاجتماعي بالرغم من أن الشباب يتمتع بمستوى عالي من الثقافة والفكر والانتماء وبالرغم من وجود القوانين والمؤسسات والبرامج والجوائز التي تشجع الشباب على المشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعهم.

وداعا مدرستي العزيزة


تمر بنا الأيام يوم بعد يوم وأسبوع وراء أسبوع وشهرا يتلوه شهر وسنة تتبعها سنه وهكذا...
أصبح اليوم أمس وأصبح الأمس بعيدا والحاضر ماضيا، لقد دارت عجلة الزمن والأيام التي عشناها في المدرسة مضت بسرعة وغابت معها أيامنا الحلوة، أياما قضيناها في الضحك والبكاء أحيانا، واللعب والجد أحيانا أخرى أياما لا نستطيع أن ننساها، لا نستطيع أن نبعدها عن مخيلتنا، والذكريات الجميلة لا تعود كما أتت، بل تبقى ذكرى خالدة في قلوبنا وفي مذكرتنا، فما أجملها من لحظات غابت في ثواني وطوتها الأيام، ومرت لحظة فراقي ووداعي لمدرستي الحبيبة،ولمدرسيها،ولطلابها،ولساحتها،ولكل ماتحتويه داخل جدرانها وخلف أسوارها .
مرت وأنا أتذكر عندما دخلتها أول مره وأنا أبكي ولا أعلم لماذا أنا فيها وماهو دورها؟! ولكن ومع مرور الايام كونت مع المدرسة أسرة جديدة كانت لي الهام يدفعني، وعزم يغمرني، وطموح يناديني، وإصرار يقودني إلى هدف النجاح وبناء مستقبل جديد وتحقيق الحلم والأمل.
لقد أمضيت معها أياما حلوة بأجوائها المختلفة بين الأمن والخوف، وبين القلق والطمأنينة، وبين الحلم والأمل، وبين العلم والمعرفة، وبين المسؤولية والتحديات والتي اجتزتها خلال سنوات دراستي فيها، سنوات اكتسبت منها وفيها الكثير من الأصدقاء والتجارب وتعلمت منها:
أن قوتي تكمن في علمي ومعرفتي، وأن ضعفي يكمن في جهلي، وأن كنزي يكمن في أصدقائي،
وأن شبابي يكمن في نشاطي، وأن انجازي يكمن في إصراري، وأن ذكرياتي تكمن في ماضيي،
وأن حلمي يكمن في أملي، وأن نجاحي يكمن في اتقاني وإخلاصي، وأن اجتهادي يكمن في طموحي..
وها أنا اليوم وبعد تخرجي منها أتوق وأتشوق للعودة إلى أحضانها والى ساحتها والى مدرسيها وطلابها ولكن إنها الحقيقة المرة التي وصلنا إليها اليوم بمشيئة الله وقوة الإرادة ومن خلال هذه الأسطر،وبكل لغات العالم، وبكل أحرف الهجاء، وبكل الرسوم والمخطوطات، وبكل معاني الكلمات، وبكل الحب والوفاء، وبكل حرف تعلمته، وبكل العبارات، وبكل ندى يقطر من الورود أقول شكرا ومن صميم القلب أكرر الشكر لآبائي المدرسون ولإدارة المدرسة ولكل من علمني حرفا ولكل من وقف معي وأعانني على دراستي وعلى رأسهم والدي العزيز....
ولو كتبت في هذه السطور فلن أوفي حقك يا مدرستي، فكيف أنساكي ودموع العين قد تنحتت على الخد حتى جعلت لها أثر للذكرى التي ستبقى لنا وردة فواحة في قلوبنا لا يذبلها شتاء، ولا تندثر مع حواقب الزمن بل سيظل حبكي وذكراكي خالدا في ذهني على مر الزمن فوداعا يا مدرستي العزيزة...،،،

وداعا مدرستي العزيزة


تمر بنا الأيام يوم بعد يوم وأسبوع وراء أسبوع وشهرا يتلوه شهر وسنة تتبعها سنه وهكذا...
أصبح اليوم أمس وأصبح الأمس بعيدا والحاضر ماضيا، لقد دارت عجلة الزمن والأيام التي عشناها في المدرسة مضت بسرعة وغابت معها أيامنا الحلوة، أياما قضيناها في الضحك والبكاء أحيانا، واللعب والجد أحيانا أخرى أياما لا نستطيع أن ننساها، لا نستطيع أن نبعدها عن مخيلتنا، والذكريات الجميلة لا تعود كما أتت، بل تبقى ذكرى خالدة في قلوبنا وفي مذكرتنا، فما أجملها من لحظات غابت في ثواني وطوتها الأيام، ومرت لحظة فراقي ووداعي لمدرستي الحبيبة،ولمدرسيها،ولطلابها،ولساحتها،ولكل ماتحتويه داخل جدرانها وخلف أسوارها .
مرت وأنا أتذكر عندما دخلتها أول مره وأنا أبكي ولا أعلم لماذا أنا فيها وماهو دورها؟! ولكن ومع مرور الايام كونت مع المدرسة أسرة جديدة كانت لي الهام يدفعني، وعزم يغمرني، وطموح يناديني، وإصرار يقودني إلى هدف النجاح وبناء مستقبل جديد وتحقيق الحلم والأمل.
لقد أمضيت معها أياما حلوة بأجوائها المختلفة بين الأمن والخوف، وبين القلق والطمأنينة، وبين الحلم والأمل، وبين العلم والمعرفة، وبين المسؤولية والتحديات والتي اجتزتها خلال سنوات دراستي فيها، سنوات اكتسبت منها وفيها الكثير من الأصدقاء والتجارب وتعلمت منها:
أن قوتي تكمن في علمي ومعرفتي، وأن ضعفي يكمن في جهلي، وأن كنزي يكمن في أصدقائي،
وأن شبابي يكمن في نشاطي، وأن انجازي يكمن في إصراري، وأن ذكرياتي تكمن في ماضيي،
وأن حلمي يكمن في أملي، وأن نجاحي يكمن في اتقاني وإخلاصي، وأن اجتهادي يكمن في طموحي..
وها أنا اليوم وبعد تخرجي منها أتوق وأتشوق للعودة إلى أحضانها والى ساحتها والى مدرسيها وطلابها ولكن إنها الحقيقة المرة التي وصلنا إليها اليوم بمشيئة الله وقوة الإرادة ومن خلال هذه الأسطر،وبكل لغات العالم، وبكل أحرف الهجاء، وبكل الرسوم والمخطوطات، وبكل معاني الكلمات، وبكل الحب والوفاء، وبكل حرف تعلمته، وبكل العبارات، وبكل ندى يقطر من الورود أقول شكرا ومن صميم القلب أكرر الشكر لآبائي المدرسون ولإدارة المدرسة ولكل من علمني حرفا ولكل من وقف معي وأعانني على دراستي وعلى رأسهم والدي العزيز....
ولو كتبت في هذه السطور فلن أوفي حقك يا مدرستي، فكيف أنساكي ودموع العين قد تنحتت على الخد حتى جعلت لها أثر للذكرى التي ستبقى لنا وردة فواحة في قلوبنا لا يذبلها شتاء، ولا تندثر مع حواقب الزمن بل سيظل حبكي وذكراكي خالدا في ذهني على مر الزمن فوداعا يا مدرستي العزيزة...،،،